للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عيسى حتى وقع حرب بينهم وبين اليهود، وكان في اليهود رجل شجاع يقال له: بولس (١) قتل جملة من أصحاب عيسى (٢)، ثم قال لليهود: إن كان الحق مع عيسى فقد كفرنا والنار مصيرنا، ونحن مغبونون إن دخلوا الجنة ودخلنا النار، وإني أحتال فأضلهم، فعرقب فرسه (٣)، وأظهر الندامة مما كان صنع، ووضع على رأسه التراب (٤)، وقال: نوديت من السماء: ليست لك توبة إلا أن تتنصر وقد تبت، فأدخله النصارى الكنيسة ومكث سنة لا يخرج، وتعلم الإنجيل، فصدقوه وأحبوه، ثم مضى إلى بيت المقدس واستخلف عليهم رجلاً اسمه نسطور (٥)، وعلمه أن عيسى ومريم


(١) هو: شاول اليهودي ولد في طرسوس ونشأ في مدينة القدس، وكان من أشد أعداء النصارى، ثم انتقل فجأة إلى النصرانية، وتسمى باسم بولس، وكان قوي الشخصية دائب الحركة، مؤثرًا ذكيا، وقد استطاع بمكره وكيده أن يحرف كثيراً من تعاليم المسيح وأن يطمس معالمها الصحيحة، يقال: إنه قتل في اضطهادات نيرون للنصارى سنة ٦٦ م.
انظر: "الديانات والعقائد في مختلف العصور" ٣/ ٢٥٤، و"محاضرات في النصرانية" لأبي زهرة ص ٨٢.
(٢) جاء في أول الإصحاح التاسع من سفر أعمال الرسل: "أما شاول (اسم بولس قبل تنصره) فكان لم يزل ينفث تهددًا وقتلًا على تلاميذ الرب". انظر: "محاضرات في النصرانية" ص ٨٧.
(٣) عرقب الدابة: قطع عرقوبها، وعرقوب الدابة في رجلها بمنزلة الركبة في يدها، وعرقوبا الفرس: ما ضم ملتقى الوظيفين (ما فوق الرسغ إلى مفصل الساق) والساقين من مآخرهما من العصب. انظر: "القاموس المحيط"، فصل: العين، باب الباء ١/ ١٠٣، و"لسان العرب" (عرقب) ٥/ ٢٩٠٩، انظر: معنى (الوظيفين) في كتاب "العين" (وظف) ٨/ ١٦٩، و"تهذيب اللغة" (وظف) ٤/ ٣٩١٣.
(٤) في (ى): (فوضع التراب على رأسه).
(٥) لم أقف له على ترجمة.

<<  <  ج: ص:  >  >>