للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والثاني (١) اختيار الزجاج (٢).

أما ابن الانباري فقال: إنما قال عز (٣) ذكره: {ذَلِكَ الْكِتَابُ}، فأشار إلى غائب، لأنه (٤) أراد هذه الكلمات يا محمد: ذلك الكتاب الذي وعدتك أن أوحيه إليك، لأن الله تعالى لما أنزل على نبيه - صلى الله عليه وسلم - {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا} [المزمل: ٥]، كان عليه السلام واثقا بوعد الله إياه، فلما أنزل عليه {الم (١) ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ} [البقرة:١, ٢]. دله على (٥) الوعد المتقدم (٦).

وقال الزجاج: القرآن، ذلك الكتاب الذي وعدوا به على لسان موسى وعيسى (٧).

فجعل {الم} بمعنى القرآن، لأنه من القرآن فهو قرآن.

والمراد بالكتاب هاهنا: القرآن في (٨) قول ابن عباس، والحسن، وقتادة، ومجاهد والضحاك، ومقاتل (٩).


(١) وهو قول يمان: ذلك الكتاب الذي ذكرته في التوراة والإنجيل.
(٢) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٩.
(٣) في (ب): (عن).
(٤) في (ب): (كأنه).
(٥) في (ب): (ذله الوعد).
(٦) ذكر نحوه ابن الجوزي في "زاد المسير" ١/ ٢٣، والقرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" ١/ ١٣٧ - ١٣٨.
(٧) "معاني القرآن" للزجاج ١/ ٢٩.
(٨) في (ب): (فهو في).
(٩) ذكره الثعلبي فىِ "تفسيره" ١/ ٤٣ ب، وذكر ابن أبي حاتم قول الحسن، وابن عباس ١/ ٣٤، وانظر: "تفسير الطبري" ١/ ٩٦، و"ابن كثير" ١/ ٤٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>