للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ} أي: يبغون لكم، قال كعب بن زهير:

إذا ما نتجنا أربعًا عام كفأة ... بغاها خناسيرًا فأهلك أربعًا (١)

أي: بغى لها خناسير، وهي الدواهي، ومعنى بغى هاهنا: طلب.

الأصمعي: يقال ابغني كذا أي: اطلبه لي، ومعنى ابغني وابغ لي سواء، وإذا قال: أبغني فمعناه أعنيِّ على بُغائه (٢).

أبو عبيد عن الكسائي: أبغيتك (٣) الشيء، إذا أردت: أعنته على


= أحدهما: الدلالة على إشباع فتحة اللام وتمطيط اللفظ بها.
والثاني: تقوية للهمزة، وتأكيدًا لها وبيانًا. "المحكم في نقط المصاحف" للداني ص ١٧٦، ١٧٧.
(١) البيت في "شرح ديوان كعب بن زهير"، ونسب إليه أيضًا في "تهذيب اللغة" (بغى) ١/ ٣٦٧، و"تهذيب إصلاح المنطق" ص ٢٩٢.
وفي المصدر الأخير: نتج فلان إبله كَفأة وكُفأة: وهو أن يفرق إبله فرقتين، فيُضرب الفحل العام إحدى الفرقتين، ويدع الأخرى، فإذا كان العام المقبل أرسل الفحل في الفرقة التي لم يكن أضربها الفحل في العام الماضي، وترك التي أضربها في العام الماضي؛ لأن أفضل النتاج أن يُحمل على الإبل الفحول عاما، وتترك عامًا .. ونتج الرجل الناقة: إذا ولدت عنده، يقول: إذا نُتجت أربع من إبله أربعة أولاد، هلك من إبله الكبار أربع، فيكون ما هلك منه أعظم مما أصاب، والخناسير: الهُلاك، لا واحد له وفي (بغاها) ضمير من الجد -يعني: الحظ- هو الفاعل. "تهذيب إصلاح المنطق" ٢٩١ - ٢٩٢ مختصرًا.
وقال السكري في "شرح الديوان" ص ٢٢٧: يقول: إنه من شؤم حظه إذا نتج أربع نوق أتت الدواهي فأهلكتهن.
(٢) "تهذيب اللغة" (بغى) ١/ ٣٦٧.
(٣) في (ج) و (ي): (بغيتك)، هنا أثبته من (م) وهو موافق لمصدري تخريج القول.

<<  <  ج: ص:  >  >>