للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} أي: عيون لهم ينقلون إليهم ما يسمعون منكم، هذا قول مجاهد (١) وابن زيد (٢) والكلبي (٣)، وقال قتادة: وفيكم من يسمع كلامهم ويطيعهم (٤)، وقال ابن إسحاق: وفيكم قوم أهل محبة لهم وطاعة [فيما يدعونهم إليه لشرفهم فيهم (٥)، ومعناه على هذا: وفيكم أهل سمع لهم وطاعة] (٦) لو صحبهم هؤلاء المنافقون أفسدوهم عليكم (٧) بتثبيطهم إياهم عن (٨) السير معكم، وكل هذا إخبار عن حال المنافقين من حرصهم على خبال المؤمنين وطلب الغوائل لهم (٩).

وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ}، قال ابن عباس: (يريد المنافقين) (١٠).


(١) رواه ابن جرير١٠/ ١٤٦، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٠٩، وابن أبي شيبة وابن المنذر وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٣/ ٤٤٣.
(٢) رواه ابن جرير١٠/ ١٤٦، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٠٩.
(٣) لم أقف على مصدر قوله.
(٤) رواه ابن جرير ١٠/ ١٤٦، والثعلبي ٦/ ١١٢ ب.
(٥) "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢٠٨.
(٦) ما بين المعقوفين ساقط من (ج).
(٧) في (ي): (عليك).
(٨) في (ي): (على).
(٩) المنافق لا يخرج للجهاد إلا تقية وخوفًا من المسلمين، أو طمعًا في غنيمة، ثم هو ذو قلب حائر يبث الخور والضعف في الصفوف، وذو نفس خائنة تمثل خطرًا على الجيش، فمثله لا يزيد المسلمين قوة، بل فوضى واضطرابًا، وفتنة وتفريقًا، وهي العامل الأساسي في انهيار الجيوش وهزيمتها.
(١٠) "تنوير المقباس" ص ١٩٤، و"الوسيط" ٢/ ٥٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>