للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

القائل: هل من رجل في الدار؟، فـ (من) مع رجل كشيء واحد. فإن قيل: فما (١) أنكرت أن يكون جواب هل رجل في الدار؟ قيل: معنى (لا رجل في الدار)، عمهم (٢) النفي، لا يجوز أن يكون في الدار رجل، ولا أكثر منه، وكذلك (هل من رجل في الدار) استفهام عن الواحد وأكثر منه.

فإن قلت: (هل رجل في الدار) أو (لا رجلٌ في الدار)، جاز أن يكون في الدار رجلان، لأنك إنما أخبرت أنه ليس فيها واحد، فيجوز أن يكون فيها أكثر منه، فإذا قلت: (لا رجلَ في الدار)، فهو نفي عام، وكذلك {لا رَيْبَ فِيهِ} (٣) وموضع {لا رَيْبَ} رفع بالابتداء عند سيبويه، لأنه بمنزلة خمسة (٤) عشر (٥)، إذا ابتدأت به، ولهذا جاز العطف عليه بالرفع في قوله:

لا أُمَّ لي إنْ (٦) كان ذَاكَ ولا أَبُ (٧)


(١) في (ب): (مما).
(٢) في "المعاني" للزجاج (عموم) ١/ ٣٢، ولعله أصوب.
(٣) الكلام للزجاج، انظر "المعاني" ١/ ٣٢، وانظر "الكتاب" ٢/ ٢٧٤ - ٢٧٦، "إعراب القرآن" للنحاس ١/ ١٢٩.
(٤) في (ب): (خمس).
(٥) قال سيبويه: (لا وما عملت فيه في موضع ابتداء) "الكتاب" ٢/ ٢٧٥، ٢٨٤، وانظر "مشكل إعراب القرآن" ١/ ١٦.
(٦) في (ب): (وان).
(٧) اختلف في نسبة البيت، فقيل: لضمرة بن ضمرة، وقيل: لهمام بن مرة، وقيل: لبعض مذحج، وقيل: لزرافة الباهلي، وقيل: لهني بن أحمر، وفيه أقوال أخرى. قيل: إن هذا الشاعر كان بارًّا بأمه، وكان له أخ تؤثره عليه، فقال هذِه الأبيات، والشطر الأول:
هذا وجدكم الصغار بعينه
والشاهد فيه: رفع الاسم الثاني مع فتح الأول، إما بإلغاء الثانية ورفع ما بعدها بالعطف=

<<  <  ج: ص:  >  >>