للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الفراء: (يريد: مرنوا عليه وجرنوا (١)، كقولك: تمردوا) (٢).

وأصل الحرف اللين والملاسة، ومنه صرح ممرد، وغلام أمرد، والمرداء الرملة التي لا تنبت شيئًا (٣)، قال محمد بن إسحاق: (لجوا فيه وأبوا غيره) (٤)، وقال ابن زيد: (أقاموا (٥) عليه ولم يتوبوا كما تاب الآخرون) (٦)، وقوله تعالى: {لَا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ} هو كقوله: {لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ} [الأنفال: ٦٠].

{سَنُعَذِّبُهُمْ مَرَّتَيْنِ} قال ابن عباس في رواية عطاء: (يريد: الأمراض في الدنيا، وعذاب الآخرة، وذلك (٧) أن من مرض من المؤمنين كفر الله سيئاته، ومحص ذنوبه، وأبدله لحمًا ودمًا خيرًا بما ذهب منه، وأعقبه ثوابًا عظيمًا، ومن مرض من المنافقين زاده نفاقًا وإثمًا (٨) وضعفًا) (٩).


(١) هكذا في جميع النسخ، وهو موافق لما في "تهذيب اللغة" (مرد) ٤/ ٣٣٧٣، وفي "معاني القرآن" للفراء: جرؤوا. ويبدو أنه تصحيف من النساخ أو المحقق، ومعنى جرنوا: قال في "لسان العرب" (جرن) ١/ ٦٠٨: (جرن فلان على العذال ومرن ومرد بمعنى واحد، ويقال للرجل والدابة إذا تعود الأمر ومرن عليه: قد جرن يجرُن جرونا).
(٢) كلام الفراء في "معاني القرآن" ١/ ٤٥٠.
(٣) في الصحاح (مرد): (رملة مرداء: لا نبت فيها .. وتمريد البناء: تمليسه).
(٤) "السيرة النبوية" لابن هشام ٤/ ٢١٢.
(٥) في (ى): (نالوا).
(٦) رواه ابن جرير ١١/ ٩، وابن أبي حاتم ١٦/ ١٨٦٩.
(٧) ساقطة من (ى).
(٨) من (م).
(٩) رواه الثعلبي في "تفسيره" ٦/ ١٤٣ ب عن عطاء.

<<  <  ج: ص:  >  >>