للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

عامر {تَقَطَّعَ} بفتح التاء (١)، بمعنى تتقطع، ومعنى هذه القراءة كمعنى قراءة الأولى؛ إلا أن الفعل أسند إلى القلوب لمّا (٢) كانت هي البالية المتقطعة، وهذا مثل: مات زيد، ومرض عمرو، وسقط الحائط، ونحو ذلك مما يسند الفعل فيه إلى من حدث فيه، وإن لم يكن له، ويدل على صحة ما قلنا إن معنى (إلا) هاهنا: الغاية، ما روي أن في حرف أُبىَّ: (حتى الممات) (٣) وهذا يدل على أنهم يموتون على نفاقهم، فإذا ماتوا عرفوا بالموت ما كانوا تركوه من الإيمان، وأخذوا به من الكفر، وفي قراءة الحسن (إلى أن) (٤) مخففة بمعنى حتى، وهو اختيار أبي حاتم ويعقوب (٥) (٦)، هذا الذي ذكرنا مذهب عامة المفسرين وقول أصحاب المعاني (٧)، وفي الآية قول آخر زعم المبرد أن الآية على تقدير حذف


(١) وهي كذلك قراءة أبي جعفر ويعقوب، وحفص عن عاصم. انظر المصادر السابقة، نفس المواضع.
(٢) في (ى): (وما)، وهو خطأ.
(٣) انظر: "الحجة للقراء السبعة" ٤/ ٢٣١، و"البحر المحيط" ٥/ ١٠١، وهي قراءة شاذة مخالفة لرسم المصحف.
(٤) "إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٤٥، و"معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٥٢، و"تفسير ابن جرير" ١١/ ٣٣ - ٣٤.
(٥) هو: يعقوب بن إسحاق بن زيد بن عبد الله الحضرمي مولاهم، أبو محمد البصري، أحد القراء العشرة، وإمام أهل البصرة ومقرئها، كان عالمًا بالعربية ووجوهها، والقراءات واختلافاتها، فاضلًا نقيًا تقيًا، توفي سنة ٢٠٥ هـ.
انظر: "معرفة القراء الكبار" ١/ ١٥٧، و"غاية النهاية في طبقات القراء" ٢/ ٣٨٦.
(٦) انظر: "تفسير الثعلبى" ٦/ ١٥٠ ب، و"تقريب النشر" ١٢١، و"إتحاف فضلاء البشر" ص ٢٤٥.
(٧) انظر: "معاني القرآن" للفراء ١/ ٤٥٢، وللزجاج ٢/ ٤٧١، و"تفسير ابن جرير" ١١/ ٣٤ - ٣٥، والبغوي ٤/ ٩٧، و"الدر المنثور" ٣/ ٥٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>