للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المضاف كأنه قيل لا يزال هدم بنيانهم الذي بنوا ريبة، أي: حزازة وغيظًا في قلوبهم منكم {إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ} أي إلا أن يتوبوا توبة تتقطع بها قلوبهم ندمًا وأسفًا على تفريطهم (١)، وهذا قول السدي (٢) وحبيب بن أبي ثابت (٣) (٤)

والقول هو الأول (٥)، والآية بيان عما يوجبه البناء على الفساد من كون القلب على الريبة الموجبة للحيرة، حتى تتقطع حسرة حين لا تنفع الندامة، ولا يمكن استدراك الخطيئة، أو حتى تنقطع بالموت، فحينئذ يستيقن أنه كان مسيئاً بما فعل من النفاق، وقوله تعالى: {وَاللَّهُ عَلِيمٌ}، قال ابن عباس: (يريد بخلقه، الصادق منهم والشاك {حَكِيمٌ} فيما جعل للصادقين من الثواب، وللكاذبين (٦) من العقاب) (٧).


(١) انظر قول المبرد في: "تفسير الثعلبي" ٦/ ١٥٠ ب، وابن الجوزي ٣/ ٥٠٣، ولم أجده فيما بين يدي من كتب المبرد.
(٢) رواه الثعلبي ٦/ ١٥٠ أ، والبغوي ٤/ ٩٧، ورواه مختصرًا ابن جرير ١١/ ٣٤.
(٣) هو: حبيب بن أبي ثابت قيس بن دينار الأسدي مولاهم، أبو يحيي الكوفي، تابعي ثقة فقيه جليل، وكان مفتي الكوفة، وتوفي سنة ١١٩ هـ.
انظر: "تذكرة الحفاظ" ١/ ١١٦، و"تهذيب التهذيب" ١/ ٣٤٧، و"تقريب التهذيب" ص١٥٠ (١٠٨٤).
(٤) انظر قوله في "تفسير الثعلبي" ٦/ ١٥٠ ب، ورواه مختصرًا ابن جرير ١١/ ٣٤، وابن أبي حاتم ٦/ ١٨٨٥.
(٥) يعني القول بأن معنى (تقطع قلوبهم) أي يموتوا، وقد رواه ابن جرير ١١/ ٣٣ - ٣٥ عن ابن عباس من رواية علي بن أبي طلحة، وعن مجاهد وقتادة وحبيب بن أبي ثابت وابن زيد.
(٦) في (ى): (للكافرين).
(٧) لم أقف عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>