للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ونحو هذا قال ابن عباس والمفسرون (١) في قوله {مَا نَفْقَهُ}: ما نفهم.

فإن قيل: إن شعيبا كان يخاطبهم بلسانهم فلم قالوا ما نفقه؟

قال أبو بكر (٢): فيه جوابان: أحدهما (٣): ما نفقه صحة كثير مما تقول، يعنون ما يذكر من التوحيد والبعث والنشور، وما يلزم من الزكاة، ويحظر من التطفيف، فزعموا أن هذا مما لا يفهمون صحته إذ كانوا منكرين دين شعيب، فحذفت الصحة وقام "كثير" مقامها، والثاني: أنهم كانوا يستثقلون سمع بعض (٤) ما يأتي به عن ربه تعالى من ذم الكفار وعيب ما يرتكبون، فكانوا كأنهم لا يفقهونه، كما تقول لمن تكره كلامه: ما أفهم ما تقول، وما أستطيع أن أسمع كلامك، وأنت [في الحقيقة] (٥) تفهم وتستطيع، إلا أن هذا باب من المجاز، استعملته العرب وعرف في خطابها.

وقوله تعالى: {وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفًا}، قال سعيد بن جبير (٦) وقتادة (٧): أعمى.


= قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٩/ ٤٥٠: رواه الطبراني وفيه من لم أعرفه. ورواه الطبراني في موضع آخر ١٠/ ٢٩٣ بلفظ (اللهم علمه التأويل وفقهه في الدين).
(١) البغوي ٤/ ١٩٧، القرطبي ٩/ ٩١، ابن عطية ٧/ ٣٨٤.
(٢) "زاد المسير" ٤/ ١٥٢.
(٣) ساقط من (ي).
(٤) ساقط من (ي).
(٥) ما بين المعقوفين ساقط من (ي).
(٦) الطبري ١٢/ ١٠٥، وأبو الشيخ وابن عساكر كما في "الدر" ٣/ ٦٢٩، و"زاد المسير" ٤/ ١٥٢، والقرطبي ٩/ ٩١، وابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٧٦.
(٧) "زاد المسير" ٤/ ١٥٢، القرطبي ٩/ ٩١ وروي هذا القول ابن أبي حاتم ٦/ ٢٠٧٦ عن سعيد بن جبير، والحاكم ٢/ ٥٦٨ وصححه والخطيب وابن عساكر عن ابن عباس، "الدر" ٣/ ٦٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>