للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أراد بالغيابة حفرة القبر؛ لأنها يغيب المدفون فيها، وأما الجب فهو الركية قبل أن تطوى، يقال: جب هذه الركية صلب، وقال زيد بن كثوه (١): جبّ الركية جَرِابُها، وقال الزجاج (٢): الجب البئر التي ليست بمطوية، سميت جبًّا من أنها قطعت قطعًا ولم يحدث فيها غير القطع من طي ومما أشبهه. الليث (٣): والجميع جباب وأجباب وجببة.

قال الحسن (٤): غيابة قعر الجب، قال (٥) قتادة (٦): أسفل الجب.

قال ابن الأنباري: وإنما ذكرت الغيابة مع الجب دلالة على أن المشير أشار بطرحه في موضع مظلم من الجب لا يلحقه نظر الناظرين، فأفاد ذكر الغيابة هذا المعنى، إذ كان يحتمل أن يلقى في موضع من الجب لا يحول بينه وبين الناظرين.

وقرأ أهل المدينة (٧) {غيابات الجب} بالجمع على معنى أن للجب (٨) أقطارًا ونواحي ويكون فيها غيابات، وأوثر الجمع لذلك، ومن وحد قال: المقصود موضع واحد من الجب يغيمب فيه يوسف فيستره من


(١) "تهذيب اللغة" (حبيب) ١/ ٥٣٠.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٩٤.
(٣) "تهذيب اللغة" (جبب) ١/ ٥٢٩، وهو كذا في النسخ، ولعل (قال) ساقطة.
(٤) نقله في "زاد المسير" ٤/ ١٨٥، وقد ذكره الطبري ١٢/ ١٥٦، من غير أن يعزوه لأحد.
(٥) في (ج): (وقال) بزيادة الواو.
(٦) الطبري ١٢/ ١٥٦، الثعلبي ٧/ ٦٤ ب.
(٧) قرأ بالمجمع نافع وأبو جعفر، والباقون بالإفراد، انظر "السبعة" ص ٣٤٥، و"إتحاف" ص ٢٦٢، و"الحجة" ٤/ ٣٩٩، والطبري ١٢/ ١٥٦.
(٨) في (أ)، (ب): (الجب).

<<  <  ج: ص:  >  >>