للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أبصار المتأملين، فالتوحيد أحصر وأدل على المعنى المطلوب، يدل على صحة التوحيد قراءةُ مجاهد (١) {في غيبة الجب}، انتهى كلامه.

وقال أبو علي (٢): وجه قول من أفرد أن الجب لا يخلو من أن يكون له غيابة واحدة أو غيابات، فغيابة المفرد يجوز أن يعني به الجمع كما يعني به الواحد، ووجه قول من جمع، أنه يجوز أن يكون له غيابة واحدة فجعل كل جزء منه غيابة فجمع لذلك، كقولهم: (شابت مفارقه (٣) وتغير ذو عثانين) ويجوز أن يكون للجب عدة غياب فجمع لذلك، والدليل على جواز الجمع فيه قول ابن أحمر (٤):

ألا فالبِثَا شَهْرَيْن أو نِصْفَ ثالث ... إلى ذَاكُما (٥) ما غَيّبتْني غَيَابِيَا

يريد جمع غيابة، فجمع مع أن ذا الغيابة واحد، واختلفوا في هذا الجب، فقال قتادة (٦): في بئر بيت المقدس، وقال وهب (٧): هو بأرض


(١) "زاد المسير" ٤/ ١٨٥، ونسبها إلى الحسن وقتادة ومجاهد، و"البحر المحيط" ٥/ ٢٨٤ ونسبها إلى الحسن.
(٢) "الحجة" ٤/ ٤٠٠.
(٣) في (أ)، (ب)، (ي): (مفاريقه)، والصواب ما أثبته كما في "الحجة".
(٤) من قصيدة له في هجاء يزيد بن معاوية، انظر: "ديوانه" ص ١٧١، و"المحتسب" ٢/ ٢٢٧ - ٢٢٨، و"الخصائص" ٢/ ٤٦٠، وابن الشجري ٣/ ٧٥، ٢٠٧، و"الإنصاف" ص ٣٨٧، و"شواهد كتاب سيبويه" ١٢٩.
(٥) (ما): ساقطة من (ج).
(٦) الطبري ٢/ ١٥٦، وعبد الرزاق ٢/ ٣١٨، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٠٧ ب، وأبو الشيخ كما في "الدر المنثور" ٤/ ١٣، والثعلبي ٧/ ٦٤ ب، و"زاد المسير" ٤/ ١٨٥، و"البحر المحيط" ٥/ ٢٨٤.
(٧) الثعلبي ٧/ ٦٤ ب، و"زاد المسير" ٤/ ١٨٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>