للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ويجوز أن تعود الكناية في قوله: {فِيهِ} إلى الثمن (١) والمعنى: أن إخوة يوسف كانوا من الزاهدين في الثمن إما لذاته، وإما لأن قصدهم تبعيد يوسف لا الثمن.

قال الزجاج (٢): وقوله تعالى: {وَكَانُوا فِيهِ مِنَ الزَّاهِدِينَ} (فيه) ليست من صلة الزاهدين؛ لأنها لو كانت من صلته ما جاز أن تقدم عليه، لا يجوز أن تقول: كانوا زيدًا من الضاربين؛ لأن زيدًا (٣) من صلة الضاربين فلا يتقدم الموصول، وهذا في الظروف جائز؛ لأنها أقوى في حذف العامل من غيرها، والتقدير: كانوا زاهدين فيه من الزاهدين، ثم حذف زاهدين الأول؛ لأن العامل في الظروف كثيراً ما يحذف، هذا معنى قوله وبعض لفظه. وأكثر المفسرين (٤) على ما ذكرنا في الآية أن إخوته باعوه.

وقال قتادة (٥): باع يوسف الذين استخرجوه من البئر بعشرين درهمًا.

وقال محمد بن إسحاق (٦): يقال: إن يوسف باعه إخوته، فربك أعلم إخوته باعوه أو السيارة (٧)، وقيل: شروه هاهنا بمعنى اشتروه، أي: السيارة اشتروه من إخوته، وكانوا فيه من الزاهدين؛ لأنهم قالوا لهم: إنه عبد آبق.


(١) "زاد المسير" ٤/ ١٩٧.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٩٨.
(٣) في (أ)، (ب): (زبدٌ).
(٤) الطبري ١٢/ ١٧٤، و"الدر المنثور" ٤/ ١٨، والبغوي ٤/ ٢٢٥، و"زاد المسير" ٤/ ١٩٦.
(٥) عبد الرزاق ٢/ ٣٢٠، والطبري ١٢/ ١٧٣، و"زاد المسير" ٤/ ١٩٦.
(٦) الرازي ١٨/ ١٠٧.
(٧) في (ب): (والسيارة).

<<  <  ج: ص:  >  >>