للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} قال أبو عبيدة (١): البضع ما لم يبلغ العقد ولا نصفه، يريد ما بين الواحد إلى الأربعة، وقال الأصمعي (٢): ما بين الثلاث إلى التسع، قال الزجاج (٣): وهو القول الصحيح، واشتقاقه من بضعت بمعنى قطعت، ومعناه القطعة من العدد، فجعل لما دون العشرة من الثلاث إلى التسع، وهذا قول قتادة (٤).

وقال الفراء (٥) نحو هذا، وزاد فقال: لا يذكر البضع إلا مع عشر أو عشرين إلى التسعين، وهو نيف ما بين الثلاثة إلى التسعة، وقال: كذلك رأيت العرب يقولون، وما رأيتهم يقولون: بضع ومائة، وإذا كان بضع للذُّكران قيل بضعة، فعلى هذا الواحد والاثنان يقال لهما: نيف، والثلاثة إلى التسعة: بضع.

وقال المبرد (٦): هو ما بين العقدين، وهذا قول جماعة (٧)، قالوا: البضع ما دون العشر، وهو قول الأخفش (٨)، قال: هو من واحد إلى عشرة.


(١) "تهذيب اللغة" (بضع) ١/ ٣٤٦، و"اللسان" (بضع) ١/ ٢٩٨.
(٢) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ١١٢، و"معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٣٠.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٢.
(٤) الطبري ١٢/ ٢٢٤، الئعلبي ٧/ ٨٤ ب. "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٢٩، "الدر المصون" ٤/ ١٨٥.
(٥) "معاني القرآن" ٢/ ٤٦، و"التهذيب" (بضع) ١/ ٣٤٦، و"اللسان" (بضع) ١/ ٢٩٨، والثعلبي ٧/ ٨٤ ب، وا لطبري ١٢/ ٢٢٥.
(٦) "تاج العروس" ١١/ ١٩.
(٧) "معاني القرآن للفراء" ٢/ ٤٦، و"زاد المسير" ٤/ ٢٢٨.
(٨) "معاني القرآن" للنحاس ٣/ ٤٣٠، و"الزاهر" ٢/ ٣٤٢، ٣٤٣، و"زاد المسير" ٤/ ٢٢٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>