للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وهذا قول ابن عباس (١)، واختيار الزجاج (٢)، قال: أنسى يوسفَ الشيطانُ أن يذكر ربه. وذهب بعض المفسرين إلى أن الكناية راجعة إلى إنساء الشيطان الساقي أن يذكر يوسف لربه، وهذا قول الحسن (٣)، والكلبي (٤) وابن إسحاق (٥)، وذكر الفراء (٦) القولين جميعًا.

قال ابن الأنباري: فمن أعاد الهاء على يوسف احتج بأنها لو عادت على الساقي دخل الكلام حذف وإضمار، لأنه يكون التقدير: فأنساه الشيطان ذكره لربه، ويكون كقوله {يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ} (٧) أي يخوفكم بأوليائه، وإذا صح المعنى من غير إضمار وحذف، لم يعدل عنه إلى غيره (٨)، ومن جعل الهاء عائدة على الساقي، قال: لو رجعت على يوسف ما استحق عقوبة من قبل أن الناسي غير مؤاخذ، والجواب عن هذا أن معنى النسيان هاهنا الترك، ومعنى قوله {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} عامدًا لا ناسيًا.


(١) البغوي ٤ - ٢٤٤، و"تنوير المقباس" ص١٥٠، وابن أبي حاتم ٧/ ٢١٤٩ بنحوه بدون سند لابن عباس.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١١٢.
(٣) أخرجه ابن أبي حاتم عن مجاهد وقال ابن كثير ٢/ ٥٢٦: (قوله: {فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ} الضمير عائد إلى الناجي كما قاله مجاهد ومحمد بن إسحاق وغير واحد).
(٤) "تنوير المقباس" ص ١٥٠.
(٥) الطبري ١٢/ ٢٢٤، الثعلبي ٧/ ٨٤ ب، "زاد المسير" ٤/ ٢٢٧، ابن عطية ٧/ ٥١٦.
(٦) "معاني القرآن" ٢/ ٤٦.
(٧) آل عمران: ١٧٥.
(٨) وقد ذهب إلى هذا القول عامة المفسرين ومنهم الطبري ١٢/ ٢٢٢ وابن عطية ٧/ ٥١٦، والقرطبي ٩/ ١٩٦، والبغوي ٤ - ٢٤٤، والرازي ١٨/ ١٤٥، وأما القول الثاني على أن الناسي هو الساقي فرجحه ابن كثير ٢/ ٥٢٦، وأبو حيان ٥/ ٣١١.

<<  <  ج: ص:  >  >>