للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يعصرون يحلبون. وإلى هذا ذهب أحمد بن عبيد (١) قال: تفسير يعصرون يحلبون الألبان، لسعة خيرهم واتساع خصبهم. واحتج بقول الشاعر (٢):

فما عصمت الأعراب إن لم يكن لهم ... طعامٌ ولا درٌّ من الماء يُعْصَرُ

أي: يحلب.

وروى ابن الأنباري (٣) عن بعض أصحاب المعاني قال: تفسير يعصرون: يفضلون ويعطون ويحسنون. واحتج بقول طرفة:

لو كان في أمْلاكِنَا واحِدٌ ... يَعْصرُ فينا كالذي يُعْصَرُ (٤)

أي: يعطينا كالذي يعطى ويفضل ويحسن.

وذكر الأزهري (٥) هذا المعنى في يعصر عن أبي عبيد وأبي عبيدة.

واختار أبو علي الفارسي (٦) القولين الأولين فقال: قوله: {يَعْصِرُونَ} يحتمل أمرين:

أحدهما: أن يكون من العصر الذي يراد به الضغط الذي لحق ما فيه دهن أو ماء نحو الزيتون والسمسم والعنب والتمر، ليخرج ذلك منه. الذي يدل على صحة هذا التأويل ما روي أنهم لم يعصروا في السنين الشداد زيتًا


(١) "زاد المسير" ٤/ ٢٣٤.
(٢) البيت من الطويل، وهو بلا نسبة في "زاد المسير" ٤/ ٢٣٤ برواية: (من المال).
(٣) "زاد المسير" ٤/ ٢٣٥.
(٤) "ديوانه" ص ١٥٤، و"تاج العروس" (عصر) ٧/ ٢٣٠، و"مقاييس اللغة" ٤/ ٣٤٤، و"اللسان" (عصر) ٥/ ٢٩٧٠، و"كتاب العين" ١/ ٢٩٧، و"مجمل اللغة" ٦٧٢/ ٣.
(٥) "تهذيب اللغة" (عصر) ٣/ ٢٤٦١.
(٦) "الحجة" ٤/ ٤٢٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>