للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذلك، وخص هذا الملك بالإخبار عن تسبيحه لعلو صوته في أسماعنا، وعظم (١) شأنه من قلوبنا، وهذا معنى قول الزجاج (٢)، وابن الأنباري (٣)

وذهب قوم إلى أن الرعد هو صوت السحاب، وأنه يسبح الله بعقل يجعله الله له، روى حميد بن عبد الرحمن عن شيخ أدرك النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: "إن الله ينشئ السحاب، فينطق أحسن المنطق، ويضحك أحسن الضحك" (٤) فذكر أن منطقه الرعد وأن ضحكه البرق، والعرب قد استعملت الرعد بمعنى صوت السحاب، روى الأثرم عن أبي عبيدة (٥) قال: العرب تقول: جَوْن خزيْمٌ رعْدُه أجشُّ، قال أبو عبيدة: ففي هذا دليل على أن الرعد صوت السحاب، والجون هو السحاب الأسود، والأجش الذي فيه جُشَّة أي بُحّة.

وأنشد أحمد بن يحيى [رحمه الله] (٦):

فيا ربوة الرّبْعَين حُيَّيت رَبْوة ... على النَّأْي مِنَّا واسْتَهَلَّ بك الرعْدُ


(١) في (أ)، (ج): (وعظيم بالياء).
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٤٣.
(٣) "زاد المسير" ٤/ ٣١٤.
(٤) أخرجه أحمد ٥/ ٤٣٥، وابن أبي الدنيا في كتاب "المطر"، وأبو الشيخ في "العظمة" والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٤٧٥، عن أبي ذر الغفاري كما في "الدر" ٤/ ٩٥، وصححه الألباني.
انظر: "صحيح الجامع الصغير" (١٩٢٠)، و"سلسلة الأحاديث الصحيحة" (١٦٦٥).
(٥) "مجاز القرآن" ١/ ٣٢٥.
(٦) ليس في (ب): [رحمه الله]. والبيت نسبه أحمد بن يحيى ليزيد بن الطثرية. انظر: "شعره" ٦٦، و"الزاهر" ١/ ٤٤٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>