للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنه أمر به، أزيل هذا الاحتمال بهذا التأكيد، ونظيره في تأكيد الإضافة قوله {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ} [ص: ٧٥] ومعنى {كَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا} أي (١): بما أظهر من الآيات، وأبان من الدلالة على صحة نبوتك؛ لأنه لا يشهد بصحة نبوته إلا على هذه الصفة.

وقوله تعالى: {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} قال مجاهد (٢): هو الله -عز وجل-، واختار أبو إسحاق (٣) هذا القول، قال: لأن الأشبه أن الله لا يستشهد على خلقه بغيره.

قال أبو بكر: فعلى هذا القول عطف "من" على اسم الله تعالى، وهو لزيادة معنى في المعطوف، كما تقول: قام عبد الله والظريف العاقل، وجلس زيد والذي يفوق في الخير أصحابه، فيعطفون الثاني على الأول، لما يريد فيه من معنى المدح.

وقال ابن عباس (٤) وقتادة (٥): {وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ} يعني الذين


(١) "زاد المسير" ٤/ ٣٤١.
(٢) الطبري ١٣/ ١٧٧، وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر" ٤/ ١٢٩، وابن كثير ٢/ ٥٧٢، و"زاد المسير" ٤/ ٣٤٢، والقرطبي ٩/ ٣٣٦، وهذا القول مروي عن الحسن وغيره، انظر المراجع السابقة. وانظر: "تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٣١٧.
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٥١.
(٤) المروي عن ابن عباس قوله: هم أهل الكتاب من اليهود والنصارى. انظر: الطبري ١٣/ ١٧٦، و"الدر" ١٢٨/ ٤، و"زاد المسير" ٤/ ٣٤١، وابن كثير ٢/ ٥٧٢، و"تفسير كتاب الله العزيز" ٢/ ٣١٧.
(٥) عبد الرزاق ٢/ ٣٣٩، والطبري ١٣/ ١٧٦، ١٧٧، وابن المنذر وابن أبي حاتم كما في "الدر" ٤/ ١٢٨، و"زاد المسير" ٤/ ٣٤١، والقرطبي ٩/ ٣٣٥، و"البحر المحيط" ٥/ ٤٠١، وابن كثير ٢/ ٥٧٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>