للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالنخلة لثبات الإيمان في قلب المؤمن كثبات النخلة في مَنْبِتها، وشبَّه ارتفاع (عمله إلى السماء بارتفاع) (١) فروع النخلة، وشبَّه ما يكسبه المؤمن من بركة الإيمان وثوابه في كل وقت وزمان، بما ينال من ثمرة النخلة في أوقات [السنّة] (٢) كلها؛ من الرطب والتمر وما يجري مجراهما مما لا يعدم ولا ينقطع وجوده (٣).

وقال الزجاج: جعل الله مَثل المؤمن في نُطْقه بتوحيده (٤)، والإيمان بنبيّه واتّباع شريعته الشجرة الطيبة؛ فجعل نفع الإقامة على توحيده كنفع الشجرة التي لا ينقطع نفعُها وثمرها (٥)، وقال آخرون: إنما مَثَّلَ الله سبحانه الإيمان بالشجرة؛ لأن الشجرة لا تستحق أن تسمّى شجرة إلا بثلاثة أشياء: عرق راسخ، وأصل قائم، وفرع عال، كذلك الإيمان لا يتم إلا بثلاثة


= النخل، ومن فسره بـ (الغدوة والعشية) أشار إلى أن ثمرتها تؤكل دائماً؛ صيفاً وشتاءً، وقد رجح الطبري قول من فسره بـ (الغدوة والعشية)؛ وذلك لكون الآية ضُربت مثلاً لعمل المؤمن وإخلاصه ورفع عمله إلى الله، وهذا إنما يكون في كل يوم وليلة لا كل شهر أو سنة. انظر: "تفسير الطبري" ١٣/ ٢١٠، وابن عطية ٨/ ٢٣٧، و"ابن الجوزي" ٤/ ٣٥٩، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٦٠.
(١) ما بين القوسين ساقط من: (ش)، (ع).
(٢) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، كما في تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ١/ ٣٢١، و"الوجيز" ١/ ٥٨٢.
(٣) لم أقف عليه في كتب المعاني المطبوعة، وورد هذا المعنى مختصراً وبعبارات متقاربة في "تفسير الطبري" ١٣/ ٢١٠، والسمرقندي ٢/ ٢٠٦، و"الماوردي" ٣/ ١٣١، وانظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٤٦ - ٣٤٧، وابن عطية ٨/ ٢٣٣، وابن الجوزي ٤/ ٣٥٩، و"تفسير القرطبي" ٩/ ٣٦١، وابن كثير ٢/ ٥٨٢.
(٤) في (ش)، (ع): (توحيده)، بدون باء
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٦٠، ونقله بنصه.

<<  <  ج: ص:  >  >>