للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أي: يخبو حرها ويذهب (١).

وعلى هذا القول أصله من السكون؛ يقال: سَكَرَتِ الرّيحُ، إذا سكنت، وسَكَرَ الحرُّ يسْكُرُ، وليلةٌ ساكِرَةٌ؛ لا ريحَ فيها (٢)، قال أوس:

خُذِلتُ على لَيْلهٍ سَاهِرهْ ... فليسَتْ بطَلْقٍ ولا ساكِرهْ (٣)


= جاء الشتاء واجْثألَّ القُنْبُرُ ... واستَخْفَتِ الأفْعَى وكانت تظهرُ
وطعلتْ شمشٌ عليها مِغْفَر ... وجعلت عينُ الحرورِ تسكرُ
وقد ورد بهذه الرواية في "مجاز القرآن" ١/ ٣٤٨، و"تفسير الطوسي" ١٤/ ١٣، والطبري ٧/ ٤٩٩ ولم يذكر الشطر الثالث، الماوردي ٣/ ١٥١، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٨ أوردا البيت الثاني فقط. (اجثأل) اجتمع وتقبّض، (قبّر) قال الأزهري: يقال للقْبرة قُبُّرة وقُبَّرٌ؛ وهو طائر يشبه الحُمَّرة، وجمعها قنابر، (الحَرُوْرُ) حرُّ الشمس. انظر: "تهذيب اللغة" (قبر) ٣/ ٢٨٧١، (سكر) ٢/ ١٧١٩، "المحيط في اللغة" (حر) ٢/ ٣١١، (قبر) ٥/ ٤١١، "متن اللغة" ٤/ ٤٨١.
(١) "مجاز القرآن" ١/ ٣٤٧ بنصه ما عدا الشعر.
(٢) انظر: (سكر) في "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧١٩ بنصه، "اللسان" ٤/ ٢٠٤٨، "التاج" ٦/ ٥٣٥.
(٣) "ديوان أوس" ص ٣٤، وقد ورد بالرواية التالية:
خُذِلْتُ على ليلةٍ ساهِرَهْ ... بصحراء شَرْجٍ إلى ناظِرَهْ
تُزَادُ ليَاليَّ في طُولِهَا ... فلَيْسَتْ بِطَلْقٍ ولا ساكِرهْ
ورد في "تهذيب اللغة" (سكر) ٢/ ١٧١٩، "تفسير الماوردي" ٣/ ١٥١ بدايته "فصرن"، "الاقتضاب" ص ٤١٢، "شرح الجواليقي" ص ٢٣٩ ورد فيهما برواية الديوان، "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ١٦٧، "تفسير القرطبي" ١٠/ ٨ بدايته (فصرت)، "اللسان" (سكر) ٤/ ٢٠٤٨. يقول: خذلت على أن ليلتي ساهرة؛ أي ساهر صاحبها؛ كما تقول نهاره: صائم؛ أي يصوم فيه، والطلق: اليوم الطيب الذي لا حرّ فيه ولا برد، واستطال الليلة لما لقي فيها من الألم والشدة، وذلك أن أوس بن حجر انطلق مسافراً حتى إذا كان بأرض بني أسد بين مكانين يقال لأحدهما شرج، وللآخر ناظره، جالت به ناقته فصرعته فانكسرت فخده.

<<  <  ج: ص:  >  >>