للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بحياة أحد إلا بحياة النبيّ -صلى الله عليه وسلم- (١)، وهذا قول أكثر أهل التأويل من المفسرين وأصحاب المعاني، قال الزجاج: وفي هذا آية عظيمة في تفضيل النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، جاء في التفسير أنه أقسم بحياة محمد -صلى الله عليه وسلم- (٢). وقال بعض أهل المعاني: إذا قيل: لعَمْرك، فكأنه قيل ومدة بقائك حيًّا (٣)، وقال النحويون: ارتفع (لعمرك) بالابتداء والخبر محذوف، المعنى لعمرك قَسَمي، ولَعَمْرُك ما أُقْسِمُ به، وحُذِف الخبرُ لأن في الكلام دليلًا عليه، وباب القَسَم يحذف من الفعل نحو: باللهِ لأفعلن، والمعنى: أحلف بالله؛ فيحذف (أحلف) لعلم المخاطب بأنك حالف، فكذلك يحذف خبر الابتداء (٤).


(١) أخرجه بنحوه من طريق عمرو بن مالك عن أبي الجوزاء: أبو يعلى في "مسنده" ٥/ ١٣٩، والطبري في "تفسيره" ١٤/ ٤٤، والثعلبي في "تفسيره" ٢/ ١٥٠ أ، وأبو نعيم في "الدلائل" ١/ ٦٣، والبيهقي في "الدلائل" ٥/ ٤٨٨، وورد بنحوه في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٣٣، و"تفسير السمرقندى" ٢/ ٢٢٢، والماوردي ٣/ ١٦٦، و"تهذيب اللغة" (عمر) ٣/ ٢٥٦٤ بنصه، وانظر: "تفسير البغوي" ٤/ ٣٨٧، وابن الجوزي ٤/ ٤٠٨ وابن عطية ٨/ ٣٣٨، وابن كثير ٢/ ٦١١، وأورده عياض في "الشفا" ٢/ ٨٧، والهيثمي في "المجمع" ٧/ ٤٦ وعزاه لأبي يعلى وقال: إسناده جيد، وابن حجر في "المطالب" ٣/ ٣٤٦ وزاد نسبته للحارث ابن أبي أسامة، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ١٩٢ وزاد نسبته إلى ابن أبي شيبة وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٨٣ بنصه.
(٣) قال القاضي عياض: اتفق أهل التفسير في أنه قسم من الله جل جلاله بمدة حياة محمد -صلى الله عليه وسلم- انظر: "الشفا" ١/ ٨٦.
(٤) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٨٤ بنصه تقريباً، انظر: "المقتضب" ٢/ ٣١٨، "الإيضاح العضدي" ص ٢٧٦، "شرح المفصل" ٩/ ٩٩، "البسيط في شرح جمل الزجاجي" ٢/ ٩٣٢، ٢/ ٩٤٣، "المحكم" (عمر) ٢/ ١٠٥، "زاد المسير" ٤/ ٤٠٨، الرازي ١٩/ ٢٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>