للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة في قوله: {لَعَمْرُكَ} كلمة من كلام العرب (١)، (يقولون في الإكرام والتبجيل، قال أبو إسحاق: ولستُ أُحِبُ هذا التفسير؛ لأن قوله: كلمة من كلام العرب) (٢) لا فائدة فيه؛ لأن القرآن كله من كلام العرب فلابد أن يقال ما معناها (٣)، وحكى أبو الهيثم أن النحويين يقولون في قوله: {لَعَمْرُكَ}: لَدِينُك الذي تعمر، وأنشد (٤):

أيُّها المُنْكِحُ الثُّرَيَّا سُهَيْلًا ........... عَمْرَكَ اللهَ كيفَ يَلْتَقِيَانِ (٥)

قال عَمْرك اللهَ، أي عبادتك الله (٦).

وقال ابن الأعرابي: عَمَرتُ ربي، أي: عبدته، وفلان عامر لربه، أي: عابد، قال: ويقال تركت فلانا يَعْمُر ربه، أي: يعبده (٧)، فعلى هذا


(١) أخرجه الطبري ١٤/ ٤٤ بنصه، وورد بنصه غير منسوب في "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٨ أ.
(٢) ما بين القوسين ساقط من (أ)، (د).
(٣) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ١٨٣ بنصه.
(٤) البيت لعمر بن أبي ربيعة (ت ٩٣ هـ).
(٥) "ديوانه" ص ٤٣٨، وورد في "الشعر والشعراء" ٣٧٤ وفيه (يجتمعان) بدل: يلتقيان، "الأغاني" ١/ ٢٣٢، "الصحاح" (عمر) ٢/ ٧٥٦، "أمالي ابن الشجري" ٢/ ١٠٨، "الروض الأنف" ٣/ ١٣٥، "شرح المفصل" ٩/ ٩١ (عجز)، "اللسان" (عمر) ٥/ ٣١٠٠ برواية: (يجتمعان)، "الخزانة" ٢/ ٢٨، وورد غير منسوب في:
"المقتضب" ٢/ ٣٢٩، القرطبي ١٠/ ٤١، وأبي حيان ٥/ ٤٦٢، والألوسي ١٤/ ٧٣، (كيف يلتقيان): استفهام إنكاري تعجبي من تزويج الثري بنت علي بن عبد الحارث -وكانت مشهورة بالحسن والجمال- بسهيل بن عبد الرحمن الزهري - وكان معروفًا بقبح منظره.
(٦) "تهذيب اللغة" (عمر) ٣/ ٢٥٦٤ بنصه، وانظر: (عمر) في "اللسان" ٥/ ٣١٠٠، و"التاج" ٧/ ٢٥٨.
(٧) "تهذيب اللغة" (عمر) ٣/ ٢٥٦٥ بنصه، "المحكم" ٢/ ١٠٨، "اللسان" ٥/ ٣١٠٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>