للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال مجاهد: في غفلتهم يضطربون (١)، ومعنى السَّكرة هاهنا: غمور السهو والغفلة للنفس (٢)، وذكرنا أصله في اللغة عند قوله: {سُكِّرَتْ أَبْصَارُنَا} [الحجر: ١٥]، ومعنى العمه مذكور في سورة البقرة (٣)، وقول ابن عباس: إن قوله: {إِنَّهُمْ لَفِي سَكْرَتِهِمْ يَعْمَهُونَ} إخبار عن مشركي قريش، أليق بظاهر الآية (٤)؛ لأن (٥) قول العامة نحتاج فيه أن نحمل الآية على حكاية حال ماضية (٦)؛ كقول الشاعر (٧):

جاريةٌ في رَمَضَانَ الماضي ......... تُقَطِّعُ الحَدِيثَ بالإيمَاضِ (٨)

وقد ذكرنا لهذا نظائر.


= والضمائر لقومه، وانفرد به ابن العربي، فقال: ولا أدري ما الذي أخرجهم عن ذِكْر لوط إلى ذِكْر محمد -صلى الله عليه وسلم- وما الذي يمنع أن يُقْسِم الله بحياة لوط، ويبلغ به من الشريف ما شاء؛ فكل ما يعطى الله من فضل ويؤتيه من شرفٍ فلمحمدٍ -صلى الله عليه وسلم- ضِعفاه؛ لأنه أكرم على الله منه .. فإذا أقسم الله بحياة لوط فحياة محمد أرفع، ولا يُخرجُ من كلام إلى كلام آخر غيره لم يجر له ذِكرٌ لغير ضرورة. "تفسير ابن العربي" ٣/ ١١٣٠، وقوله محتمل لولا ما في الآية من خطاب المواجهة.
(١) ليس في تفسيره، ولم أقف عليه بنصه، وأخرج عبد الرزاق ٢/ ٣٤٩، والطبري ١٤/ ٤٤ عن مجاهد قال: (يتردّدون)، وكذلك ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٠ أ.
(٢) ورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٣٤٨ بنصه، "تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٠٨ عن الأعمش، "تفسير البقاعي" ٤/ ٢٣١.
(٣) آيه: [١٥]، وعندها قال: (ومعنى يعمهون: يتحيرون، وقد عمه يعْمَه عَمَهًا فهو عَمِه إذا حار عن الحق).
(٤) لكن أثر ابن عباس الذي يشير إليه، ضعيف لأنه من طريق عطاء وهو منقطع.
(٥) في (أ)، (د): (أن) والمثبت من (ش)، (ع) وهو الأصح.
(٦) وهذا القول هو الراجح - كما سبق.
(٧) هو رؤبة بن العجاج.
(٨) سبق عزوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>