للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بالخارج منا والمدعي النبوة فإنه مجنون، فكانوا يُنَفّرون النُزَّاعَ إليه بأنه ساحر وأنه كاهن وأنه شاعر (١)، وهذا القول اختيار الفراء قال: سُمُّوا مقتسمين لأنهم اقتسموا طُرُقَ مكة (٢)، فأنزل الله بهم جَرَبًا فماتوا شر ميتة، وقال في معنى الآية: يقول: أنذرتكم ما نزل بالمقتسمين، قال صاحب النظم المعنى: إني أنذرتكم ما أنزلناه على المقتسمين (٣)، وتكون الكاف زائدة؛ وزيادة الكاف قد توجد في مواضع من الكلام (٤)؛ كقوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى: ١١]، وقول رُؤبة:

لَوَاحِقُ الأقْرَابِ فيها كالمَقَقْ (٥)

قال النحويون: الكاف التي هي حرف جار قد تكون زائدة مؤكدة


(١) "تفسير مقاتل" ١/ ١٩٩ أ، بنحوه، وانظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٢ أ، بنحوه، وورد بنحوه غير منسوب في "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٩١، ومعظم الذين ذكروا هذا القول نسبوه للفراء، ومقاتل سابق للفراء.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ٩٢ بنصه.
(٣) وهو كقول الفراء؛ قال: يقول أنذرتكم ما أُنزل بالمقتسمين ٢/ ٩١.
(٤) انظر: التعليق على القول بالزيادة في القرآن، عند الآية [١٠] من سورة إبراهيم.
(٥) "ديوانه" ص ١٠٦، وورد في: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٢٩٥، "شرح ابن عقيل" ٣/ ٢٦، "شرح شواهد المغني" ٢/ ٧٦٤، و"الخزانة" ١/ ٨٩، وبلا نسبة في "المقتضب" ٤/ ٤١٨، و"المسائل البغداديات" ص ٤٠٠، و"الإنصاف" ص ٢٥٧، "شرح الأشموني" ٢/ ٤٠٩، (اللواحق) جمع لاحقة، وهي الهزيلة الضامرة، (الأقراب) جمع قُرْب؛ وهي الخاصرة، (المقق) هو الطُّولُ، وقيل الطول الفاحش في دقة، والمعنى: هذه الخيول أو الأُتن خماص البطون، قد أصابها الهزال وضمرت بطونها مع ما بها من طول فاحش.
والشاهد: (كالمقق) حيث جاءت الكاف زائدة، لا تدل على معنى التشبيه، إذ المقق: الطول، ولا يقال في الشيء كالطُّول، وإنما يقال: فيه طُول. انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٢٩٢، "الانتصاف من الإنصاف" بهامشه ١/ ٣٠٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>