للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بمنزلة الباء في خبر ليس (١)، وذكر صاحب النظم وجهًا آخر، هو أن يكون التأويل: {إِنِّي أَنَا النَّذِيرُ الْمُبِينُ}: عذابًا {كَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى الْمُقْتَسِمِينَ}، وعلى هذا: المفعول محذوف وهو المشبه، ودل عليه المشبه به، وهذا كما تقول في الكلام: رأيت كالقمر في الحُسْنِ (٢)، أي: رجلاً، وما تريد (٣). وقال ابن عباس في رواية أبي ظبيان: (المقتسمين) هم اليهود والنصارى (٤).

واختلفوا لم سُمّوا مقتسمين؟ قال ابن عباس في هذه الرواية: لأنهم جعلوا القرآن عضين؛ آمنوا ببعضه وكفروا ببعضه.

وقال عكرمة: لأنهم اقتسموا القرآن استهزاءً به، فقال بعضهم سورة كذا لي، وقال بعضهم سورة كذا لي (٥).


(١) انظر: "سر صناعة الإعراب" ١/ ٢٩١ بنصه، "المقتضب" ٤/ ٤١٨، "شرح ابن عقيل" ٣/ ٢٦.
(٢) نقل الفخر الرازي قول صاحب النظم وتوضيح الواحدي له بنصه دون عزو. "تفسير الفخر الرازي" ١٩/ ٢١٢.
(٣) يقصد تقديره: رجلاً أو ما تريد أن تقدّره.
(٤) أخرجه البخاري (٤٧٠٥) التفسير، كتاب: الحجر، باب: قوله تعالى {الَّذِينَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِينَ} بنصه، والطبري ١٤/ ٦١ بنصه، وورد بنصه في "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٤٣، و"تفسير هود الهواري" ٢/ ٣٥٦، والثعلبي ٢/ ١٥٢ أ، والماوردي ٣/ ١٧٢، والطوسي ٦/ ٣٥٤، و"تفسير البغوي" ٤/ ٣٩٣، وابن عطية ٨/ ٣٥٥، وابن الجوزي ٤/ ٤١٧، والفخر الرازي ١٩/ ٢١٢، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٨، والخازن ٣/ ١٠٣.
(٥) "أخرجه الطبري" ١٤/ ٦٢ بنحوه، ورد في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٥٢ أ، بنحوه، والماوردي ٣/ ١٧٢ بنحوه، وانظر: "تفسير ابن عطية" ٨/ ٣٥٥، وابن الجوزي ٤/ ٤١٧، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ٥٨، والخازن ٣/ ١٠٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>