للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تطلُع الشمسُ فتَعُمُّ الأرضَ إلا بما (١) سترته الشُّخُوصُ، فإذا سَتَرَ الشخص شيئًا عاد الظلُّ، فرجوعُ الظلِّ بعد أن كان شمسًا ودورانُه من جانب إلى جانب هو سُجُودُه؛ لأنه مستسلم منقاد مطيع بالتَّسخير، وهو في ذلك يميل، والميل سجود، وكذلك قوله: {وَالنَّجْمُ وَالشَّجَرُ يَسْجُدَانِ} [الرحمن: ٦]، أي يستسلِمَان لله بالتسخير (٢)، وهذه الآية كقوله: {وَظِلَالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ} [الرعد: ١٥]، وقد مر بيانه وشرحه.

وقوله تعالي: {وَهُمْ دَاخِرُونَ}، أي: صاغرون، وهذا لفظ المفسرين (٣)، يقال: دَخَرَ يَدْخَر دُخُورًا، أي صَغُرَ يَصْغُرُ صغَارًا، وهو الذي يَفعلُ ما تأمره شاء أو (أبى (٤).

قال الزجاج: هذه الأشياء مجبولة على الطاعة (٥).

وقال الأخفش في قوله: {وَهُمْ دَاخِرُونَ}) (٦) ذَكَّرَ، وهم من غير


(١) في المصدر: إلا ما.
(٢) تأويل مشكل القرآن (ص ٤١٦ - ٤١٨)، وهو نقل طويل تصرف فيه واختصر.
(٣) "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٣ ب، وأخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ٢/ ٣٥٦ بلفظه عن قتادة، والطبري ١٤/ ١١٦ بلفظه عن مجاهد وقتادة من طريقين لكل منهما، وورد في "تفسير هود الهواري" ٢/ ٣٧٣، و"معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٧٠، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٣٧، والثعلبي ٢/ ١٥٧ ب، و"تفسير الماوردي" ٣/ ١٩٠، والطوسي ٦/ ٣٨٨، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٢٢، وابن عطية ٨/ ٤٣٦، وابن الجوزي ٤/ ٤٥٣، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١١١، والخازن ٣/ ١١٨، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢٢٣، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم عن مجاهد، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن قتادة.
(٤) ورد في "تهذيب اللغة" (دخر) ٢/ ١١٥٨، بنصه.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٠٢، بنصه.
(٦) ما بين القوسين ساقط من (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>