للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال قتادة: مُعَجَّلُون إلى النار (١)، وهو قول الحسن، والقول الأول اختيار أبي عبيدة (٢) والفراء (٣)، قال الكسائي: يقال: ما أَفْرَطْتُ من القوم أحدًا (٤)، وقال الفراء: العرب تقول أَفْرَطتُ منهم ناسًا، أي خَلَّفتهم ونسِيتُهم (٥)، ومَنْ قال: مُعَجَّلُون، وهو الاختيار (٦)؛


(١) أخرجه عبد الرزاق في "مصنفه" ٢/ ٣٥٧ بلفظه عن قتادة، والطبري ١٤/ ١٢٨ - ١٢٩ بنصه عن قتادة من طريقين، ورد في: "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ٧٩، بنصه عن الحسن، و"تفسير السمرقندي" ٢/ ٢٣٩ بنصه عن قتادة، والثعلبي ٢/ ١٥٨، بنصه عن قتادة، والماوردي (٣/ ١٩٦) بمعناه عن قتادة، والطوسي ٦/ ٣٩٥، بمعناه عنهما، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٢٧، عن قتادة، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٢١، والخازن ٣/ ١٢١، عن قتادة، وابن كثير ٥/ ٢٧، عن قتادة، وأورده السيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٢٢٨، وزاد نسبته إلى ابن المنذر عن قتادة، وأورده وزاد نسبته إلى ابن أبي حاتم عن الحسن.
(٢) "مجاز القرآن" ١/ ٣٦١، بنصه.
(٣) "معانى القرآن" للفراء ٢/ ١٠٧، بنصه.
(٤) أي ما تركتُ أحدًا، ورد في "تهذيب اللغة" (فرط) ٣/ ٢٧٧٣، بنصه تقريبًا، وانظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٦١، ورجَّحَ الطبري هذا القول ١٤/ ١٢٩.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٠٧، بنصه.
(٦) وقد رجحه النحاس كذلك، وقال: قول الحسنِ أشهرُ في اللغة وأعرف، وأيَّده بقول القُطامي كما في "ديوانه" ص ٩٠:
واسْتَعْجَلُونا وكانوا من صَحَابَتِنا ... كما تَعَجَّل فُرَّاطٌ لِروَّادِ
وهذا الذي ذكره أوضح دلالة مما ذكره الواحدي رحمه الله، كما يؤيِّده حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم-:"أنا فَرَطكْم على الحوض .. " أي متقدِّمكم وسابقكم إليه حتى تردوه. أخرجه البخاري (٦٥٧٥): الرقاق، في الحوض، ومسلم (٢٢٨٩) كتاب: الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفاته، وقد جمع ابن كثير بين القولين -في (مفرطون) - وقال: ولا منافاة؛ [أي بينهما]، لأنهم يعجل بهم يوم القيامة إلى النار وينسون فيها؛ أي يخلدون. "تفسير ابن كثير" ٢/ ٥٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>