للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {وَالْبَغْيِ} قال علي عن ابن عباس: الكِبْر والظلم (١)، وقال عطاء عنه: أن تبغي على أخيك (٢).

وقال أهل المعاني في هذه الآية: إنما جمعت الأوصاف الثلاثة للبيان عن تفصيل المنهي عنه؛ فالفحشاء قد تكون بما يفعله الإنسان مما لا يظهر أمره وهو مما يعظم قبحه، والمنكر: ما يظهر للناس مما يجب إنكاره، والبغي: ما يتطاول به من الظلم لغيره، ولا يكون إلا من الفاعل على غيره، والظلم قد يكون ظلم الفاعل لنفسه (٣)، وفي حديث أبي سلمة عن أبيه: "وإن أعجلَ المعصيةِ عقابًا: البغي واليمين الفاجرة؛ تُذهبُ المالَ وتَتركُ البيتَ بَلَاقِع" (٤).

وروى مجاهد عن ابن عباس قال: لو (٥) أن جبلًا بغى على جبل لدُكَّ الباغي منهما (٦)، وقال خالد الربعي (٧): إن مما يعجل عقوبته ولا يؤخر


(١) أخرجه الطبري ١٤/ ١٦٣ بنصه من طريق علي صحيحة، وانظر: "تفسير البغوي" ٥/ ٣٨، وابن الجوزي ٤/ ٤٨٤، و"الدر المنثور" ٤/ ٢٤١، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن أبي حاتم، وورد غير منسوب في "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٢ أ، بنصه، والفخر الرازي ٢٠/ ١٠١، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٦٧، والخازن ٣/ ١٣١.
(٢) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ١٠١.
(٣) ورد في "تفسير الجصاص" ٣/ ١٩٠، بنحوه، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤١٩، بنصه.
(٤) سبق تخريجه قريبًا، أما هذه الزيادة فقد وردت بنحوها عن أبي هريرة: في معجم الطبراني الأوسط [مجمع البحرين] ٤/ ٦٨، و"السنن" للبيهقي ١٠/ ٣٥، (بَلاَقِع) جمع بَلْقَع وبلقعة، وهي الأرض القَفْر التي لا شيء بها، يريد أن الحالف بها يَفْتَقِر ويذهب ما في بيته من الرزق، وقيل: هو أن يفرِّق الله شمله ويُغَيِّر عليه ما أولاه من نِعَمِه. النهاية ١/ ١٥٣، وانظر: "اللسان" (بلقع) ١/ ٣٤٨.
(٥) في جميع النسخ: (لو قال) ولا معنى لها، والظاهر أنها تكررت.
(٦) ورد في تفسير هود الهواري ٢/ ٣٨٤، بنصه، وانظره بلا نسبة في "تفسير القرطبي" ١٠/ ١٦٧، والخازن ٣/ ١٣١.
(٧) خالد بن بَاب الربعى الأحدب، روى عن شهر بن حوشب وصفوان بن محرز، وعنه: أبو الأشهب وحميد بن مهران، قال أبو زرعة: متروك الحديث. انظر: "التاريخ الكبير" ٣/ ١٤١، و"الجرح والتعديل" ٣/ ٣٢٢، و"ميزان الاعتدال" ٢/ ١٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>