للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ذكرنا هذا عند قوله: {إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ} [المائدة: ٦]، وبينا حكم (إذا) في وقوع (ما) بعدها مستقبلًا في أوائل سورة البقرة وإجماع الفقهاء أن الاستعاذة تكون قبل القراءة (١).

وبه وردت الأخبار (٢)، وذهب أبو هريرة -رضي الله عنه- إلى أن الاستعاذة بعد


= والسمرقندي ٢/ ٢٥٠، والثعلبي ٢/ ١٦٣أ، و"تفسير الماوردي" ٣/ ٢١٢، والطوسي ٦/ ٤٢٤، وانظر: "تفسير الكيالهراسي" ٤/ ١٧٥، والبغوي ٢/ ٤٢، والزمخشري ٢/ ٣٤٣، وابن عطية ٨/ ٥٠٧، وابن الجوزي ٤/ ٤٨٩، والفخر الرازي ٢٠/ ١١٤، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٧٥.
(١) في دعوى الإجماع نظر، وقد خالفه بعض السلف وكبار الفقهاء -وإن كان استدلالهم ضعيفًا أو مشكوكًا في نسبته إليهم-، قال الثعلبي: اختلف الفقهاء في وقت الاستعاذة؛ فقال أكثرهم: قبل القراءة، وهذا قول الجمهور، وهو الصحيح المشهور، وقال أبو هريرة -رضي الله عنه-: يتعوذ بعد القراءة، وإليه ذهب داود، وقال مالك يتعوذ بعد القراءة، واحتجوا بظاهر الآية، وقال الكيالهراسي: ونُقل عن بعض السلف التعوذ بعد القراءة مطلقًا، احتجاجًا بالآية، وقال النووي: وأما محله فقال الجمهور هو قبل القراءة، وقال أبو هريرة وابن سيرين والنخعي: يتَعوذ بعد القراءة، وكان أبو هريرة يتعوذ بعد فراغ الفاتحة لظاهر الآية، وقال الجمهور معناه: إذا أردت القراءة فاستعذ، وهو اللائق السابق إلى الفهم، وقال القرطبي: رُوي عن أبي هريرة أن الاستعاذة بعد القراءة، وقاله داود، وقال ابن كثير: حُكي عن حمزة وأبي حاتم السجستاني أنها تكون بعد التلاوة، واحتجا بهذه الآية، وأبهم ابنُ العربي القائلين ووصفهم وصفًا قاسيًا لا يليق بهم، قال: انتهى العِيُّ بقوم إلى أن قالوا: إن القارئ إذا فرغ من قراءة القرآن حينئذ يستعيذ بالله من الشيطان الرجيم، فهذه الأقوال تجعل دعوى الإجماع غير صحيحة، بل الصحيح أنه قول الأكثر والجمهور؛ كما نص الثعلبي والنووي. انظر: "تفسير الثعلبي" ٢/ ١٦٣أ، و"الكيالهراسي" ٤/ ١٧٥، و"ابن العربي" ٣/ ١١٧٥، والفخر الرازي ٢٠/ ١١٤، و"تفسير القرطبي" ١/ ٨٨، و"المجموع" ٣/ ٣٢٥، و"تفسير ابن كثير" ١/ ١٤ - ١٧، ٢/ ٦٤٥.
(٢) منها: ما رواه أبو سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاة بالليل كبر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، =

<<  <  ج: ص:  >  >>