للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال الكلبي: هو عايش -غلام حويطب بن عبد العزى-، ويسار -أبو فكيهة مولى ابن الحضرمي-، وكانا قد أسلما فأنزل الله تعالى ردًّا عليهم وتكذيبًا لهم فيما قالوا: {لِسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ} (١).

معنى الإلحاد في اللغة: الميل، يقال: لَحَدَ وأَلْحَدَ؛ إذا مال عن القصد، ومنه يقال للعادل عن الحق: ملحد (٢)، وقراءة العامة ضم الياء من الإلحاد (٣) وهو أشهر اللغتين، وقرئ بفتح الياء من لحد (٤)، والأوْلى ضَم


(١) أخرج الطبري ١٤/ ١٧٧ نحوه من طرق عن عبد الله بن مسلم الحضرمي، لكنه قال: كان يقال لأحدهما: يسار، والآخر: جبر، وكانا يقرآن التوراة، وورد هذا الخبر في "الإصابة" ١/ ٢٢١، وعزاه إلى ابن أبي حاتم وعبد بن حميد، وقال: ولم يذكر أنهما أسلما. وورد غير منسوب في "تفسير مقاتل" ١/ ٢٠٧ب، أنه أبو فكيهة، و"معاني القرآن" للفراء ٢/ ١١٣، أنه عايش، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤٢٧ أنه عايش أو يعيش، و"تفسير القرطبي" ١٠/ ١٧٨، عنهما. وهذه الأقوال في اسم البشر المعني -وقد بلغت تسعة عند ابن الجوزي- لاتعارض بينها -كما قال النحاس في معانيه-؛ لجواز أن يكونوا قد أومأوا إلى هؤلاء جميعًا؛ بسبب تخبطهم وحيرتهم في الطعن في القرآن، ولاحتمال مجالسة الرسول -صلى الله عليه وسلم- لهؤلاء كلهم لتعليمهم. انظر: "معاني القرآن" للنحاس ٤/ ١٠٧، و"تفسير ابن الجوزي" ٤/ ٤٩٢.
(٢) انظر: (لحد) في "تهذيب اللغة" ٤/ ٣٢٤٢، و"المحيط في اللغة" ٣/ ٤١، و"اللسان" ٧/ ٤٠٠٥، و"التاج" ٥/ ٢٣٧.
(٣) أي: {يُلْحِدُونَ} من ألْحَدَ، قرأ بها: ابن كثير ونافع وأبو عمرو وعاصم وابن عامر. انظر: "السبعة" ص ٣٧٥، و"إعراب القراءات السبع وعللها" ١/ ٣٥٩، و"الحجة للقراء" ٥/ ٧٨، و"المبسوط في القراءات" ص ٢٢٦، و"التيسير" ص ١٣٨، و"المُوضح في وجوه القراءات" ٢/ ٧٤٥.
(٤) أي {يُلْحِدُونَ} من لَحَدَ قرأ بها: حمزة والكسائي. انظر: المصادر السابقة.

<<  <  ج: ص:  >  >>