للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغة: صَرْفُ الشيء من جهة إلى جهة، نحو تَصْرِيف الرِّيَاحِ، وتصريف الأمور والآيات (١)، قال أبو إسحاق: {صَرَّفْنَا}، أي: بينا (٢)، وهو قول ابن عباس (٣)، والأصل ما ذكرنا، ثم يصير بمعنى التَّبْيِين؛ لأن تصريفه إنما هو لِيَتَبَيَّن، ومفعول التصريف محذوف.

قال صاحب النظم: تأويله: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ}: بما أوجب تصريفه، كما قال في موضع آخر: {وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ} [الكهف: ٥٤] قال: وفيه وجه آخر، وهو أن تكون (في) زائدة، كما في موضع آخر: {وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي} [الأحقاف: ١٥]، أي: أصلح لي ذريتي (٤).

وقال أبو علي: أي صَرَّفنا ضروبَ القولِ فيه؛ من الأمثال وغيرها مما يوجب الاعتبار به والتفكر فيه؛ كما قال: {وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ} الآية (٥) [القصص: ٥١]، فعند أبي علي تقدير الآية: ولقد صَرَّفنا القول (٦) في هذا القرآن.


(١) انظر: (صرف) في "المحيط في اللغة" ٨/ ١٢٨، و"العباب الزاخر" ف/ ٣٤٩، و"اللسان" ٤/ ٢٤٣٤.
(٢) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤١ بلفظه.
(٣) انظر: "تنوير المقباس" ص ٣٠٠، وورد بلا نسبة في "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٢١٦، و"القرطبي" ١٠/ ٢٦٤.
(٤) وقد رد هذا القول أبو حيان، وقال: وهذا ضعيف لأن (في) لا تزاد. "تفسير أبي حيان" ٦/ ٣٩.
(٥) "الحجة للقراء" ٥/ ١٠٤، مختصرًا.
(٦) ساقط من (أ)، (د).

<<  <  ج: ص:  >  >>