للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يُعِيدُنَاَ}، فقل: {الَّذِي فَطَرَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}.

وقوله تعالى: {فَسَيُنْغِضُونَ إِلَيْكَ رُءُوسَهُمْ} قال الفراء: نَغَض فلان رأسَه يَنْغُضه إنغاضًا؛ إذا حَرّكه إلى فوق وإلى أسفل، ونَغَض رأسُه إذا تَحَرَّك، ونَغَضَتْ سِنُّهُ، تَنْغَضُ وتَنْغُضُ وتَنْغِضُ، نَغْضًا ونَغَضَانًا ونُغُوضًا، وسُمِّيَ الظَّلِيمُ (١) نَغْضًا لأنه يُحَرِّك رأسه (٢)، وأنشد (٣) للعَجّاج:

أَسَكَّ نَغْضًا لا يَنِي مُسْتَهْدَجًا ... مُسْتهرِجٌ يحمل على أن يَهْرِجَ هَرْجَانًا (٤)


(١) الظليم: هو الذَّكر من النَّعَام، وجمعه: ظِلْمان. انظر: "لتلخيص" ٢/ ٦٤١، و"الصحاح" (ظلم) ٥/ ١٩٧٨.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٢٥، بنحوه بعض الفقرات، وورد بعضها بنحوه في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤، و"تهذيب اللغة" (نغض) ٤/ ٣٦٢١، ولعله قد ركب النص من هذه المصادر الثلاث، ولمّا كان أغلب النقل عن الفراء نسبه إليه من دونهم - والله أعلم.
(٣) الضمير يعود على الفراء، لكن الذي أنشد البيت هو الزجاج وليس الفراء.
(٤) "ديوانه" ٢/ ١٧، وروايته مختلفة ومقلوبة:
واستبدلت رُسومُهُ سَفَنَّجَا. . . أصَكَّ نَغْضًا لا يَنِي مستهدجًا
وورد برواية الديوان في: "المعاني الكبير" ١/ ٣٢٩، والاقتضاب ص ٤٢٠، وورد صدره في "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤٥، و"تهذيب اللغة" (هدج) ٤/ ٣٧٣٨، و"الصحاح" (نغض) ٣/ ١١٠٩، و"تفسير الطوسي" ٦/ ٤٨٧، و"اللسان" (هدج) ٨/ ٤٦٣٠، (نغض) ٨/ ٤٤٨٩، وفي بعض هذه المصادر: (أصكَّ) بدل (أسكَّ)، (أسكَّ)؛ السَّكَكُ: الصمم، يقال: ظليم أسكّ؛ لأنه لا يسمع، وقيل: السكك: صِغَرُ الأذن ولزوقها بالرأس، (أصك)؛ الصكك: اضطراب الركبتين والعرقوبين، وظليم أصكّ: لتقارب ركبتيه؛ يصيب بعضها بعضًا إذا عدا، (سفنَّجًا): يعني بالسفنج الظليم؛ وهو ذكر النعام، (لا يَني): لا يزال، (مستهدَجا): يُحمل على الهدَج؛ وهو تقارب الخطو مع سرعة المشي. قال ابن الأعرابي: مستهدِجا: =

<<  <  ج: ص:  >  >>