للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قتادة قال: خَوَّفَ الله بها عباده ففتنوا (١) بذلك، حتى قال أبو جهل: زعم صاحبكم أن في النار شجرًا، والنار تأكل الشجر، وقال ابن الزِّبَعْري (٢): ما نعلم الزقوم إلا التَّمْر والزُّبْد، فتزقموا منه، فأنزل الله حين عجبوا أن يكون في النار شجرًا: {إِنَّا جَعَلْنَاهَا فِتْنَةً لِلظَّالِمِينَ} الآيات. (٣) [الصافات: ٦٣ - ٦٦].

وروى السدي عن أبي مالك عن ابن عباس قال: الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية (٤).

وقال في رواية عطاء: يعني الحكم بن أبي العاص (٥)، قال: "وكان


(١) في جميع النسخ: (فَنُبِؤا) والتصويب من تفسيره "الوسيط" تحقيق سيسي ٢/ ٥١٥.
(٢) عبد الله بن الزِّبَعْري بن قيس السهمي، أحد شعراء قريش، كان شديدًا على المسلمين في الجاهلية، يهجوهم ويحرِّض عليهم كفار قريش في شعره، فلما فتحت مكة هرب إلى نجران، فقال فيه حسان بيتًا فلما بلغه عاد إلى مكة وأسلم، واعتذر إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقبل عذره وحسن إسلامه، وشهد ما بعد الفتح. انظر: "الأغاني" ١٥/ ١٧٤، و"الاستيعاب" ٣/ ٣٦، و"أسد الغابة" ٣/ ٢٣٩.
(٣) أخرجه "عبد الرزاق" ٢/ ٣٨١ مختصرًا، و"الطبري" ١٥/ ١١٤، بنحوه، وورد بنحوه بلا نسبة في: "تفسير مقاتل" ١/ ٢١٦ ب، و"الثعلبي" ٧/ ١١٢ أ.
(٤) انظر: "تفسير الفخر الرازي" ٢٠/ ٢٣٧ بنصه، و"القرطبي" ١٠/ ٢٨٦ وقال: وهذا قول ضعيف محدَث. وورد في "تفسير الطوسي" ٦/ ٤٩٤ بنصه عن أبي جعفر، وقال ابن كثير ٣/ ٥٥: وقيل: المراد بالشجرة الملعونة بنو أمية، وهو غريب ضعيف.
(٥) الحكم بن أبي العاص الأموي القرشي، عمّ عثمان بن عفان -رضي الله عنه-، وهو أبو مروان بن الحكم، من مسلمة الفتح، أخرجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من المدينة وطرده عنها، فنزل في الطائف مع ابنه مروان، ولم يزل بها حتى رده عثمان -رضي الله عنه- إلى المدينة في خلافته، وبقي فيها، وتوفي في آخر خلافة عثمان. انظر: "الاستيعاب" ١/ ٤١٤، و"أسد الغابة" ٢/ ٤٨، و"الإصابة" ١/ ٣٤٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>