للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في المنام ولد مروان يتداولون منبره، فقصّ رؤياه على أبي بكر وعمر وقد خلا في بيته معهما، فلما تفرقا سمع رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فاشتد ذلك عليه، واتهم عمر في إفشاء سره، ثم ظهر أن الحكم كان يَتسمَّعُ إليهم، فنفاه رسولُ الله -صلى الله عليه وسلم-" (١)، وهذه القصة كانت بالمدينة والسورة مكية, فيبعد هذا التفسير، إلا أن تكون هذه الآية مدنية، ولم يقل ذلك أحد، والله أعلم. ويؤكد أن يكون المراد بالشجرة الملعونة: الحكم، قول عائشة لمروان: لعن الله أباك وأنت في صلبه، فأنت فَضَضٌ (٢) من لعنة الله (٣). والأكثرون على القول الأول، وهو الظاهر (٤).

قال أبو إسحاق: فإن قال: قائل ليس في القرآن ذكر لعنها، فالجواب في ذلك أنه لُعِنَ الكفارُ وهم آكلوها -فعلى هذا يكون التقدير: {وَالشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِي الْقُرْآنِ}: آكلوها- قال: وجواب آخر: وهو أن العرب تقول لكل طعام مكروه ضَارّ: ملعون (٥).


(١) انظر: "تفسير السمعاني" ٣/ ٢٥٥، بنحوه، وأشار ابن حجر إلى هذا القول، وقال: وإسناده ضعيف. "فتح الباري" ٨/ ٢٥١.
(٢) قال ثعلب: معناه: أي خرجت من صُلْبه متفرقًا، يعني ما انفضَّ من نطفة الرجل وتردد في صُلبه، وقيل في قولها: فأنت فَضَضٌ من لعنة الله: أرادت إنك قِطعة منها وطائفة منها. "اللسان" (فضض) ٦/ ٣٤٢٧.
(٣) ورد في "تهذيب اللغة" (فضض) ٣/ ٢٨٠٠، بنحوه، و"الاستيعاب" ١/ ٤١٥، بنحوه، انظر: "أسد الغابة" ٢/ ٣٨ بنحوه، و"اللسان" (فضض) ٦/ ٣٤٢٧ بنصه، وأورده الألوسي ١٥/ ١٠٧ بمعناه وعزاه إلى ابن مردويه عنها.
(٤) وهو ما رجحه "الطبري" ١٥/ ١١٥، وقال ابن حجر: وهذا هو الصحيح، وذكره ابن أبي حاتم عن بضعة عشر نفسًا من التابعين. "فتح الباري" ٨/ ٢٥١.
(٥) "معاني القرآن وإعرابه" ٣/ ٢٤٨ - بنصه- الكلام المعترض.

<<  <  ج: ص:  >  >>