وقال ابن القيم: سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن صالحي بني آدم أيهما أفضل؟ فأجاب بأن صالحي البشر أفضل باعتبار كمال النهاية، والملائكة أفضل باعتبار البداية؛ فإن الملائكة الآن في الرفيق الأعلى منزهون عما يلابسه بنو آدم مستغرقون في عبادة الرب، ولا ريب أن هذه الأحوال الآن أكمل من أحوال البشر، وأما يوم القيامة بعد دخول الجنة فتصير حال صالحي البشر أكمل من حال الملائكة. قال ابن القيم: وبهذا التفصيل يتبين سر التفضيل وتتفق أدلة الفريقين ويصالح كل منهم على حقه. انظر: "لوامع الأنوار البهية" ٢/ ٣٩٨ - ٤٠٩. نقلاً عن بدائع الفوائد. ويضاف إلى هذا أن الملائكة خلقوا للعبادة لذلك لا يعصون الله ما أمرهم، في حين أن البشر خلقوا للعبادة أيضًا مع ابتلائهم بالثمر والخير فتنة، فهم معرضون للشهوات والأهواء فلا يصل أحدهم إلى الطاعة إلا بجهد جهيد وصبر طويل، بخلاف الملائكة الذين جبلوا على الطاعة، فهل يستوي من طبع على الطاعة بمن يتكلف الطاعة وتتجاذبه الأهواء والشهوات الصارفة له عن الطاعة؟! أملاه عليّ شيخي. (١) لم يتبين لي إن كانت هذه الواو عاطفة لمقطعين أو لحديثين، وهو الأرجح لعدم ورود حديث واحد يجمع بين النهي عن التخيير بين الأنبياء والنهي عن تفضيل رسولنا -صلى الله عليه وسلم- على يونس عليه السلام -فيما وقفت عليه في كتب التخريج- ولم أجد هذا التركيب إلا ما ذكر ابن كثير -على سبيل الحكاية- في "البداية والنهاية" ١/ ٢٣٧، قال: حيث قد ورد في بعض الأحاديث: "لا تفضلوني على الأنبياء ولا على يونس بن متى". أما على اعتبار أنهما مقطعين لحديثين فقد وردت عدة =