للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الراعي يصف إبلا (١):

في مهمة فلقت به هاماتها ... فلق الفؤوس إذا أردن نصولا

وقوله تعالى: {أَنْ يَنْقَضَّ} معنى الانقضاض: السقوط بسرعة يقال: انقض الحائط إذا وقع، وانقض الطائر إذا هوى من طيرانه ليسقط علي شيء. وقال الليث؛ (يقال: قضضنا عليهم الخيل فانقضت عليهم أي: أوقعنا عليهم فوقعت، وأنشد (٢):

قضوا غضابًا عليك الخيل من كثبٍ

وهذا قول مجاهد في هذه الآية: (يريد أن يسقط) (٣).


= ذلك: أن الله عز ذكره بلطفه جعل الكلام بين خلقه رحمة منه بهم ليبين بعضهم
لبعض عما في ضمائرهم مما لا تحسه أبصارهم، وقد علمت أن معناه قد قارب من أن يقع أو يسقط، وإنما خاطب -جَلَّ ثناؤه- بالقرآن من أنزل الوحي بلسانه وقد عقلوا ما عني به، وإن استعجم عن فهمه ذو البلادة والعمى، وضل فيه ذو الجهالة والغبا.
(١) البيت لعبيد بن حصين النميري الراعي.
انظر: "ديوانه" ص ١٢٨، "جامع البيان" ١٥/ ٢٩٠، "الكشاف" ٢/ ٣٩٨، "القرطبي" ١١/ ٢٦، "التفسير الكبير" ٢١/ ١٥٧، "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٦، "وضح البرهان في مشكلات القرآن" ٢/ ٣٩، "لسان العرب" (رود) ٣/ ١٧٧٢.
(٢) لم أهتد إلى قائله، وذكرته كتب اللغة بدون نسبة.
انظر: "تهذيب اللغة" (قض) ٣/ ٢٩٨٢، "لسان العرب" (قضض) ٦/ ٣١٦١.
(٣) ذكرته كتب التفسير بدون نسبة، انظر: "جامع البيان" ١٥/ ٢٩٠، "بحر العلوم" ٢/ ٣٠٨,"المحرر الوجيز" ٩/ ٣٧٤، "معالم التنزيل" ٥/ ١٩٣، "الكشاف" ٢/ ٤٩٤، "زاد المسير" ٥/ ١٧٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>