للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال آخرون: (معنى {يَنْقَضَّ} ينكسر، يقال: قضضت الشيء إذا كسرته ودققته، ومنه قيل للحَصَى الصغار: قضض (١). وكلا اللفظين ذكرهما المفسرون في تفسير {يَنْقَضَّ} فقالوا (ينكسر ويسقط)، وذكرهما ابن قتيبة (٢).

وقوله تعالى: {فَأَقَامَهُ} روى ابن عباس عن أبي بن كعب عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (انتهى إلى جدار مائل فدفعه بيده فقام) (٣).

وقال مجاهد: (مسحه بكفه حتى استوى) (٤).

ومعنى أقامه: سواه، وذلك أن قوله: {يُرِيدُ أَنْ يَنْقَضَّ} معناه: مال، كأنه قال: فوجدا جدارًا قد مال فأقامه. فقال موسى: {لَوْ شِئْتَ لَتَّخَذتَ عَلَيْهِ} أي: على إقامته وإصلاحه {أَجرًا} قال الفراء: (لو شئت لم تقمه حتى يقرونا فهو الأجر) (٥).

وقال أبو إسحاق: (وذلك أنهما لما نزلا القرية لم يضيفهما أهلها، فقال موسى: لو شئت لأخذت أجرة إقامتك هذا الحائط) (٦).


(١) "تهذيب اللغة" (قض) ٣/ ٢٩٨٢، "القاموس المحيط" (قضض) ص ٦٥٢، "الصحاح" (قض) ٣/ ١١٠٢.
(٢) "تفسير غريب القرآن" ص ٢٦٩، "النكت والعيون" ٣/ ١٧٥، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٢٥.
(٣) سبق تخريج الحديث وعزوه في بداية القصة.
(٤) ذكر نحوه البغوي ٥/ ١٩٣ ونسبه لسعيد بن جبير، وكذلك ابن عطية في "المحرر الوجيز" ٩/ ٣٧٤، والقرطبي ١١/ ٢٧، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٤٢٩.
(٥) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٦.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٠٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>