للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أليس ورائي أن أدبَّ على العصا ... فيأمن أعدائي ويسأمني أهلي

ولا خلاف بين أهل اللغة أن وراء يجوز أن تكون بمعنى قدام، واختلفوا في معنى ذلك، فقال الفراء: (لا يجوز أن يقال لرجل بين يديك: هو وراءك، إنما يجوز ذلك في المواقيت من الأيام والليالي والدهر، تقول: وراءك برد شديد، وبين يديك برد شديد، جاز الوجهان؛ لأن البرد إذا لحقك صار من ورائك، وكأنك إذا بلغته كان بين يديك) (١).

وقال غيره: (يجوز استعمال وراء بمعنى أمام على الاتساع؛ لأنها جهة مقابلة لجهة، فكأن كل واحد من الجهتين وراء الآخر، إذا لم يرد معنى المواجهة، ويجوز ذلك في الأجسام التي لا وجه لها مثل: حجرين متقابلين كل واحد منها وراء الآخر) (٢).

وأكثر أهل اللغة على أن وراء من الأضداد.

قال أبو علي: (وقد حكى متقدمو أهل اللغة وقوع الاسم على الشيء وعلى ضده، وصنفوا فيه الكتب؛ كقطرب، والتوَّزي (٣)، ويعقوب


(١) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٥٧.
(٢) "البحر المحيط" ٦/ ١٥٤، ونسبه لأبي علي، "الجامع لأحكام القرآن" ١١/ ٣٦، "روح المعاني" ١٦/ ١٠.
(٣) عبد الله بن ثابت بن يعقوب بن قيس بن إبراهيم أبو محمد العبقسي، النحوي، التوزي نسبة إلى توَّز مدينة في فارس عند بحر الهند، سكن بغداد، روى عن أبيه عن هذيل بن حبيب تفسير مقاتل بن سليمان، وروى عن عمر بن شبَّة النميري، وروى عنه أبو عمر بن السماك، ولد سنة ٢٢٣ هـ، وتوفي رحمه الله سنة ٣٣٠ هـ، ودفن بالرملية.
انظر: "إنباه الرواة" ٢/ ١١٢، "طبقات ابن قاضي شهبه" ٢/ ٢٦، "طبقات القراء" ١/ ٤١١، "النجوم الزاهرة" ٣/ ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>