للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وغيرهم، وربما أنكر ذلك بتعسف وتأويلات غير سهلة، وليس ينكر ان اللفظ الواحد يقع على الشيء وعلى خلافه، فلذلك لا ينبغي أن ينكر وقوعه على الشيء وضده؛ لأن الضد ضرب من الخلاف، فإن زعموا أن ذلك يلبس [فهو في الخلاف أيضًا يلبس)] (١) (٢).

وروى الأزهري بإسناده عن ابن السكيت قال: (وراء، وأمام، وقدام يؤنَّثن ويُذَكَّرن، ويصغر أمام فيقال: أُمَيِّم ذلك وأُمَيِّمة، وقُدَيْدِيم ذلك وقديديمه، وهو وريئ ذلك (٣) الحائط، ووريئة الحائط) (٤).

قال أبو علي: (اللام من هذه الكلمة همزة، والقول في تحقيرها: وُرَئِّيةٌ مثل: وديعة، حكى ذلك أبو عثمان وغيره، ولو كان من باب الوري والتواري لكان تحقيره: وريَّةً، قال: ومن نادر ما جاء في هذه الكلمة دخول الهاء في تحقيرها مع أنها على أربعة أحرف، وكذلك دخلت في قُدَيْديمة تحقير قُدَام، وأنشد (٥):

قديديمة التجريب والحلم إنني ... أرى غفلات العيش قبل التجارب

وما كان على أربعة أحرف لا تدخله هاء التأنيث (٦)، كما تدخل عامة ما كان على ثلاثة أحرف، وذلك أن الحرف الأصلي قام مقام الزائد، كما


(١) ما بين المعقوفين ساقط من نسحة: (ص).
(٢) "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٨٧.
(٣) قوله: (ذلك)، ساقط من (ص).
(٤) "تهذيب اللغة" (ورى) ٤/ ٣٨٧٨.
(٥) البيت للقطامي.
انظر: "ديوانه" ص ٤٤، "خزانة الأدب" ٧/ ٨٦، "المقتضب" ٢/ ٢٧٣، "شرح المفصل" ٥/ ١٢٨، و"اللمع في العرية" ص ٣٠٣، "لسان العرب" (قدم) ٦/ ٣٥٥٢.
(٦) في نسخة (ص): (في التحقير).

<<  <  ج: ص:  >  >>