للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال الليث: (والهمز لغة رديئة) (١).

وذكر الأخفش، والزجاج، وأبو علي وجه جواز كون الاسمين عربيين فقالوا: (من همز يأجوج يجوز أن يكون عربيًا، ويكون على وزن يفعول مثل: يربوع من أَجَّةِ النار والحر، ومن لم يهمز أمكن أن يكون خفف الهمزة فقلبها ألفا مثل رأس وأما يأجوج فيمن همز: فمفعول (٢) من أجَّ، والكلمتان من أصل واحد في الاشتقاق ومن لم يهمز فيجوز أن يكون خفف الهمزة كما ذكرنا، ويجوز أن يكون فاعول من مجَّ، والكلمتان على هذا من أصلين، وليستا من أجل واحد، ويكون ترك الصرف فيهما للتأنيث والتعريف، كأنه اسم للقبيلة كمجوس. وهذه التمثيلات لا يصح فيها إن جعلتها من العجمي؛ لأن العجمي لا يشتق (٣) من العربية) (٤).

قال ابن الأنباري: (وجه همزه على هذا القول أنه لا يعرف له أصل، كما أن العرب همزت حروفًا لا تعرف للهمزة فيها أصل، كقولهم: لبأت (٥)، ورثأت (٦)، واستنشأت الريح (٧)، وإذا كان هذا معروفًا في أبنية


(١) لم أقف عليه. وهو قول ضعيف لا يصح، لأنه مخالف لقراءة سبعية ثابتة متواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، والقراءة الصحيحة حجة على اللغة.
(٢) قوله: (فمفعول)، ساقط من نسخة (ص).
(٣) في (ص): (لا يسبق)، وهو تصحيف.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣١٠، "معاني القرآن" للأخفش (٦٢١)، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ١٧٣.
(٥) لبأت: اللبأ هو أول اللبن في النتاج، تقول لبأت الناقة إذا حلبت لباء. انظر: "تهذيب اللغة" (لب) ٤/ ٣٢٢٤، "الصحاح" (لبأ) ١/ ٧٠.
(٦) رثأت: الرِثيئة الحامض يحلب عليه فيخثر. انظر: "تهذيب اللغة" (رث) ٢/ ١٣٥٨، "لسان العرب" (رثأ) ٣/ ١٥٧٩ - ١٥٨٠.
(٧) اسْتَنْشأت: من نَشَيْت الريح بلا همز أي: شممتها. والاستنشاء يهمز ولا يهمز، وقيل: هو من الإنشاء: الابتداء. =

<<  <  ج: ص:  >  >>