للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهي (١) أشد لاتقاد النار.

وقيل: ذكر الحجارة دليل على عظم تلك النار، لأنها لا تأكل الحجارة إلا كانت فظيعة (٢).

وقوله: {وَقُودُهَا النَّاسُ} لا يدل (٣) على أنها غير مخلوقة بأن الناس لم (٤) يدخلوها بعد، لأنها متقدة (٥) بغير الناس، فإذا دخلها الناس صاروا وقودها، وفي قوله: {أُعِدَّتْ} أوضح دلالة على وجودها، لأن المعدوم لا يسمى مُعَدَّا (٦).

وإنما قال: {أُعِدَّتْ لِلْكَافِرِينَ} وإن (٧) كان العصاة من المسلمين


= الصحيح الواقع المشهود له بمعاني التنزيل ...) "الكشاف" ١/ ٢٥٢، وإليه مال الشنقيطي في "أضواء البيان"١/ ١١٧. أما ابن كثير فمال للقول الأول، وقال في معرض رده على الرازي: (وهذا الذي قاله ليس بقوي، وذلك أن النار إذا أضرمت بحجارة الكبريت كان ذلك أشد لحرها وأقوى لسعيرها، ولاسيما على ما ذكره السلف من أنها حجارة من كبريت معدة لذلك ..) "تفسير ابن كثير" ١/ ٦٤.
(١) في (ب) و (ج): (وهي).
(٢) انظر: "تفسير الثعلبي" ١/ ٥٧ ب، "الكشاف" ١/ ٢٥٢، والرازي ١/ ١٢٢.
(٣) في (ج): (لا تدل).
(٤) في (ج): (لا).
(٥) في (أ) و (ج) (متقد)، وأثبت ما في (ب)، لأنه أنسب للسياق.
(٦) ذكره الثعلبي ١/ ٥٧ ب، وهذا منهج أهل السنة وهو: أن الجنة والنار مخلوقتان موجودتان الآن، وذهب بعض المبتدعة من المعتزلة والجهمية إلى أنهما لم تخلقا بعد، وأنهما ستخلقان، انظر. "تفسير ابن عطية" ١/ ٢٠٤ - ٢٠٥. "لقرطبي" ١/ ٢٠٣. وابن كثير ١/ ٦٦. والبيضاوي ١/ ١٦. "البحر" ١/ ١٠٨.
(٧) في (ب): (فإن).

<<  <  ج: ص:  >  >>