للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقال (١) الحسن وقتادة: لما ذكر الله الذباب والعنكبوت في كتابه، وضرب للمشركين به المثل ضحكت اليهود وقالوا: ما يشبه هذا كلام الله، فأنزل الله هذه الآية (٢)

قال أهل المعاني: قوله {إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي} خرج على لفظهم (٣)، حيث قالوا: إن الله يستحي (٤) أن يضرب المثل بالذباب والعنكبوت (٥)، كقوله: {فَأْتُوا بِعَشْرِ سُوَرٍ مِثْلِهِ} [هود: ١٣] لما قالوا: إنه سحر مفترى (٦).


= ابن مسعود، وعن ناس من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ١/ ١٧٧، وأخرجه أبن أبي حاتم عن السدي ١/ ٦٨، وذكره ابن كثير ١/ ٦٨، وذكره السيوطي في "الدر" عن ابن مسعود وناس من الصحابة ١/ ٨٨.
(١) (الواو) ساقطة من (ب).
(٢) ذكره الواحدي في "أسباب النزول": ص ٢٦ - ٢٧، وذكره ابن قتيبة في "تفسير غريب القرآن": ص ٤٤ ولم ينسبه، وكذا الثعلبي بنحوه ١/ ٥٩ أ. وأخرج ابن جرير عن قتادة وفيه: قال المشركون: ما بال العنكبوت والذباب يذكران ... إلخ، ١/ ١٧٧ - ١٧٨، ونحوه عند ابن أبي حاتم، وقال: روي نحوه عن الحسن ١/ ٦٩. قال السيوطي في "لباب النقول" بعد أن ذكر قول قتادة: (وذكر المشركين لا يلائم كون الآية مدنية، وما أوردناه عن قتادة والحسن حكاه عنهما الواحدي بلا إسناد بلفظ: (قالت اليهود) وهو أنسب، "لباب النقول": ص ١٣، وانظر: ابن كثير ١/ ٦٨، "زاد المسير" ١/ ٥٤، "الكشاف" ١/ ٢٣٦، "البحر" ١/ ١٢٠.
(٣) أي: لفظ اليهود أو المشركين الذين قالوا ذلك.
(٤) في (ب): (لا يستحيي).
(٥) ذكره الزمخشري في "الكشاف"، وجعله من باب (القابلة) "الكشاف" ١/ ٢٣٦، " البحر" ١/ ١٢١، ١٢٢.
(٦) ورد هذا فيما حكاه الله من رد قوم موسى في قوله: {فَلَمَّا جَاءَهُمْ مُوسَى بِآيَاتِنَا بَيِّنَاتٍ قَالُوا مَا هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُفْتَرًى} [القصص:٣٦].

<<  <  ج: ص:  >  >>