للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يخشى) والخشية والاستحياء يقوم أحدهما مقام الآخر كقوله: {وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَاهُ} [الأحزاب: ٣٧]، أي تستحي (١) الناس] (٢) والله أحق أن تستحيي (٣) منه، وهذا اختيار محمد بن جرير (٤).

قال أهل اللغة: أصل الاستحياء من الحياة (٥)، واستحيا الرجل لقوة الحياة فيه (٦)، لشدة علمه بمواقع العيب (٧)، فالحياء من قوة الحس ولطفه (٨)


(١) (تستحي) يتعدى بنفسه وبالجار وعداه الواحدي بنفسه، وهي عبارة "الطبري": (وتستحي الناس، والله أحق أن تستحيه ..) ١/ ١٧٩، انظر "البحر" ١/ ١٢١.
(٢) ما بين المعقوفين ساقط من (ب).
(٣) في (ب): (يستحيا منه).
(٤) لقد وهم الواحدي في زعمه أن هذا اختيار "الطبري"، وتبعه على هذا الوهم أبو حيان في "البحر" ١/ ١٢١. قال "الطبري": (وأما تأويل قوله: (إن الله لا يستحي) فإن بعض المنسوبين إلى المعرفة بلغة العرب كان يتأول معنى (إن الله لا يستحي): أن الله لا يخشى أن يضرب مثلاً ... فيقول: الاستحياء بمعنى الخشية، والخشية بمعنى الاستحياء ...). قال محمود شاكر: (... إن لفظ "الطبري" دال على أنه لم يحقق معناه ولم يرضه، ولم ينصره ...) ١/ ٤٠٢، ٤٠٣ (ط. شاكر). ثم قال محمود شاكر في موضع آخر: (هذا بقية تفسير الكلمة على مذهب من قال: إن الاستحياء بمعنى الخشية، لا ما أخذ به "الطبري"، "تفسير الطبري" صريح، بيّن في آخر الآية) ١/ ٤٠٤. ونجد "الطبري" يقول في آخر الآية: (فقد تبين إذا بما وصفنا، أن معنى الكلام: إن الله لا يستحي أن يصف شبها لما شبه به الذي هو ما بين بعوضة إلى ما فوق البعوضة) ١/ ١٧٩. فلم نر "الطبري" يؤول (الاستحياء) بـ (الخشية) والله أعلم.
(٥) في (أ)، (ب): (الحيوة).
(٦) في (ب): (واستحيا الرجل لقلة الحياة، واستحيا الرجل لقوة الحياة فيه ...).
(٧) في (ب): (الغيب).
(٨) في (ب): (ولفظه).

<<  <  ج: ص:  >  >>