للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حين قذفهم البحر فألقاهم على الساحل، فأخذوا الذهب والفضة وسميت أوزارًا. قال: وسميت أوزارًا؛ لأن معناها الآثام) (١). ونحو هذا ذكر الفراء (٢). وعلى هذا المراد بزينة القوم: ما كان معهم حين أغرقوا من مصوغات الذهب والفضة للمناطق وزينة الدواب، وغير ذلك فسميت أوزارًا، بأن معناها أثام لم يحل لهم أخذها (٣). وعلى هذا القول يجوز أن يكون المراد بالأوزار الأحمال؛ لأن الوزر في اللغة: الحمل (٤).

وقرئ: بالتشديد وضم الحاء (٥). المعنى: جعلونا نحمل، وحُمِلْنا على ذلك وأُردنا له وكلفنا حمله، ومن قرأ: حَمَلْنا أراد أنهم فعلوا ذلك. قال أبو عبيد: (وهو الاختيار؛ لأنّ التفسير قد جاء أنهم حملوا معهم ما كان في أيديهم من حلي آل فرعون) (٦).

وقوله تعالى: {فَقَذَفْنَاهَا} أي: طرحناها، واختلفوا أين طرحوها؟ وكيف فعلوا؟ فقال قتادة: (لما مضت ثلاثون يومًا ولم يرجع موسى قال السامري: هذه العقوبة التي أصابتكم بتخلف موسى عن الوقت الذي وقته


(١) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٧٢.
(٢) "معاني القرآن" للفراء ٢/ ١٨٩.
(٣) "معالم التنزيل" ٥/ ٢٨٩.
(٤) انظر: "تهذيب اللغة" (وزر) ٤/ ٣٨٨٣، "القاموس المحيط" (الوزر) ٢/ ١٥٤، "الصحاح" (وزر) ٢/ ٨٤٥، "لسان العرب" (وزر) ٨/ ٤٨٢٣.
(٥) قرأ ابن كثير، ونافع، وابن عامر، وحفص عن عاصم: (حُمِّلنا) بضم الحاء وتشديد الميم، وقرأ عاصم في رواية أبي بكر، وأبو عمرو، وحمزة، والكسائي: (حَمَلنا) بفتح الحاء وتخفيف الميم. انظر: "السبعة" ص ٤٢٣، "الحجة للقراء السبعة" ٥/ ٢٤٦، "حجة القراءات" ص ٤٦٢، "المبسوط في القراءات" ص ٢٥٠.
(٦) "تفسير القرآن" للصنعانى ٢/ ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>