للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقوله تعالى: {أَزْوَاجًا مِنْهُمْ} قال أبي بن كعب: (أشباها من الكفار) (١). يعني أشكالاً من المزاوجة بين الأشياء وهي المشاكلة، وذلك أنهم أشكال في الذهاب عن الصواب. وقد فسرنا هذه الآية في آخر سورة الحجر (٢). وقال أبي بن كعب في هذه الآية: (فمن لم يتعز بعزة الله تقطعت نفسه حسرات على الدنيا، ومن يتبع بصره ما في أيدي الناس يطل حزنه، ولا يشفى غيظه، ومن لم ير الله عليه نعمة إلا في مطعمه ومشربه نقص علمه وحضر عذابه) (٣).

وقوله تعالى: {زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} قال ابن عباس، والسدي: (زينة الدنيا) (٤). وقال أهل اللغة: (زهرة الدنيا بهجتها ونضارتها وحسنها، وأصلها من زهرة الشجرة، وهي الأنوار التي تروق عند الرؤية) (٥). قال أبو إسحاق: {زَهْرَةَ} منصوب بمعنى متعنا؛ لأن معناه جعلنا لهم ما متعناهم به زهرة الحياة الدنيا) (٦).


(١) ذكرت نحوه كتب التفسير بدون نسبة. انظر: "جامع البيان" ١٦/ ٢٣٥، "المحرر الوجيز" ١٥/ ١١٦، "التفسير الكبير" ٢٢/ ١٣٦، "روح المعاني" ١٦/ ٢٨٣.
(٢) عند قوله سبحانه في سورة الحجر الآية رقم: (٨٨): {لَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَاخْفِضْ جَنَاحَكَ لِلْمُؤْمِنِينَ}.
(٣) "معالم التنزيل" ٣/ ٢٣٧.
(٤) "تفسير القرآن العظيم" ٣/ ١٨٩، وذكره الطبري في "تفسيره" ١٦/ ٢٣٥ ونسبة لقتادة، وكذلك الماوردي في "النكت والعيون" ٣/ ٤٣٣، والسيوطي في "الدر المنثور" ٤/ ٥٦٠.
(٥) انظر: "تهذيب اللغة" (زهر) ٢/ ١٥٦٩، "مقاييس اللغة" (زهر) ٣/ ٣١، "القاموس المحيط" (الزهرة) ٢/ ٤٣، "الصحاح" (زهر) ٢/ ٦٧٤، "لسان العرب" (زهر) ٣/ ١٨٧٧.
(٦) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>