للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

إحداهما: أن يستوي الرجل وينتهي شبابه وقوته، (١) ويستوي من اعوجاج، وهذان وجهان، ووجه ثالث أن يقول: كان فلان مقبلا على فلان ثم استوى عليّ وإليّ [يشاتمني] (٢) على معنى أقبل عليّ وإليّ، فهذا معنى قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} (٣).

وأقرأني العروضي، عن الأزهري، قال: أخبرني المنذري، قال: سئل أحمد بن يحيى عن (الاستواء) في صفة الله، فقال: الاستواء الإقبال على الشيء (٤).

وأقرأني سعيد بن محمد الحيري (٥) رحمه الله عن أبي الحسن بن مقسم وأبي علي الفارسي عن الزجاج قال: قال قوم في قوله: {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ}: عمد وقصد إلى السماء، كما تقول: فرغ الأمير من بلد كذا، ثم استوى إلى بلد كذا، معناه: قصد بالاستواء إليه. قال: وقول ابن عباس: {اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} أي صعد، معناه صعد أمره إلى السماء (٦)، انتهى


= كان من أئمة العربية العارفين بها، قال الدارقطني: ثقة، مات سنة سبع وسبعين ومائتين. انظر تاريخ بغداد ٢/ ١٦١، "معجم الأدباء" ١٨/ ١٠٩، "سير أعلام النبلاء" ٣١/ ١٦٣.
(١) في "معاني القرآن" للفراء (أو) وهو أصح ١/ ٢٥، وانظر "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٩٤.
(٢) في (أ)، (ج): (يكلمين) غير واضحة المعنى، والتصحيح من "معاني القرآن"، ومن "تهذيب اللغة" ٢/ ١٧٩٤.
(٣) انتهى ما نقله عن الفراء، وفي "معاني القرآن" قال: (وقال ابن عباس {ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاءِ} صعد .. وكل كلام في كلام العرب جائزٌ، انظر: "معاني القرآن" ١/ ٢٥، "تهذيب اللغة" (لفيف السين) ٢/ ١٧٩٤.
(٤) "تهذيب اللغة" (لفيف السين) ٢/ ١٧٩٤.
(٥) أحد شيوخ الواحدي مضت ترجمته.
(٦) هذا تأويل وصرف لكلام ابن عباس.

<<  <  ج: ص:  >  >>