للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والسدي (١)، واختيار أبي إسحق، قال: المعنى أن السموات كانت سماء واحدة (٢) مرتتقة، ففتقها الله، فجعلها سبعًا وجعل الأرض سبع أرضين (٣).

وأكثر الناس على القول الأول، وهو أنهما كانتا منسدتين لا فرج فيهما فصدعهما الله بما يخرج منهما.

قال أبو إسحاق: ويدل على هذا التفسير قوله: {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} (٤).

أي: وأحيينا بالماء الذي نزله من السماء {كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ} يعني أنه سبب لحياة كل شيء، ويدخل فيه الشجر والنبات على التبع، ويكون التقدير: وجعلنا من الماء حياة كل شيء حي. وهذا قول قد حكي (٥)، وتحتمله دلالة الآية.

والمفسرون على قول آخر. قال قتادة: كل شيء حي خلق من الماء (٦).


(١) رواه الطبري ١٧/ ١٩. وذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٢٩ أ.
(٢) في (أ)، (ت): (واحد).
(٣) انظر: "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٠.
(٤) "معاني القرآن" للزجاج ٣/ ٣٩٠. وقال الطبري ١٧/ ١٩ عن هذا القول أنه أولى الأقوال بالصواب، لدلالة قوله "وجعلنا من الماء كل شيء حي" على ذلك، وأنّه لم يعقب ذلك بوصف الماء بهذه الصفة إلا والذي تقدّمه من ذكر أسبابه. وقال ابن عطية في "المحرر" ١٠/ ١٤١: وهذا قول حسن، يجمع العبرة وتعديد النعمة واحبيبة بمحسوس بين، ويناسب قوله {وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ}، فيظهر معنى الآية ويتوجه الاعتبار.
(٥) انظر: "الطبري" ١٧/ ١٩ - ٢٠.
(٦) رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٢٣، والطبري ١٧/ ٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>