للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

للمذكر، وجاء التذكير والتأنيث في هذا على خلاف الأصل، لأنهم لما (١) وضعوا العدد في أول أمره قبل أن يعلق على معنى تحته وأكثر من العدد، قالوا: أربعة خمسة، ثم أرادوا بعد ذلك (٢) تعليقه على المعدود، وكان المذكر هو الأول جعلوا الأول للأول، والثاني للثاني (٣).

ولهذا علل كثيرة يذكر (٤) في غير هذا الكتاب (٥).

وقوله تعالى: {وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}. أي من كفرهم ونفاقهم وكتمهم وصفك يا محمد.

وقيل: إنه لما ذكر ما يدل على القدرة والاستيلاء (٦) وصل (٧) ذلك بوصفه بالعلم، إذ به يصح الفعل المحكم المتقن. وقيل: هو (٨) بكل شي عليم من الخلق والتسوية (٩).

والآية لا تدل على أنه خلق السماء بعد الأرض، إنما تدل على أنه


(١) (لما) ساقط من (ب).
(٢) في (ب): (تعليقه بعد ذلك).
(٣) الأول في العدد (ثلاثة) وفي المعدود المذكر، والثاني في العدد (ثلاثة) وفي المعدود المؤنث.
(٤) (يذكر) ساقط من (ب)، والأولى للسياق تذكر.
(٥) اختلف النحويون في علة ذلك على أقوال كثيرة، انظر بعض هذِه العلل في "جمل الزجاجي" ص ١٢٥، "وشرح جمل الزجاجي" لابن عصفور ٢/ ٣٠.
(٦) هذا من التأويل، بل (الاستواء العلو).
(٧) في (ب): (وصف).
(٨) في (ب): (وهو).
(٩) والأولى عموم ذلك، فالذي خلقكم وخلق لكم ما في الأرض، وسوى السموات السبع فأحكمهن واستوى على عرشه، لا يخفى عليه منكم شيء، انظر. "الطبري" ١/ ١٩٥، "تفسير أبي الليث" ١/ ١٠٧، "الكشاف" ١/ ٢٧١، "القرطبي" ١/ ٢٢٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>