للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

جعلها سبعًا بعد ما خلق الأرض، وقد كانت السماء قبل ذلك مخلوقة، كما قال أهل التفسير: إنها كانت قبل دخانًا (١).

وكان أبو عمرو والكسائي يخففان (وهو)، (فهو) ويسكنان (الهاء) مع الواو والفاء واللام (٢).

وذلك أنهما يجعلان هذه الحروف كأنها من نفس الكلمة، لما (٣) لم يكن لها إذا (٤) أفردت معنى، فأشبهت في حال دخولها الكلمة ما كان من نفسها (٥).

وإذ كان كذلك خففت (الهاء) كما خففت (العينات) (٦) في (سَبُع)


(١) في هذِه المسألة نزاع بين المفسرين، وقول الجمهور على أن الله خلق الأرض أولا، ثم خلق السماء، لكن دحو الأرض كان بعد خلق السماء. وجمع "القرطبي" بين الأقوال بأن الدخان الذي خلقت منه السماء خلق أولا، ثم الأرض ثم سويت السماء من ذلك الدخان ثم دحيت الأرض بعد ذلك، وعلى هذا يدل كلام الواحدي، انظر. "تفسير الطبري" ١/ ١٩٣ - ١٩٥، "تفسير أبي الليث" ١/ ١٠٧، "زاد المسير" ١/ ٥٨، "الكشاف" ١/ ٢٧١، "القرطبي" ١/ ٢١٩ - ٢٢١، و"ابن كثير" ١/ ٧٢ - ٧٣.
(٢) الهاء إذا سبقت بالواو أو الفاء أو اللام أو ثم (وهو، فهو، ولهو، وثم، هو) فابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة يقرؤون بتحريك الهاء في ذلك كله، والكسائي بتخفيف ذلك وإسكان الهاء، وأبو عمرو يسكنها في القرآن ماعدا قوله تعالى: {ثُمَّ هُوَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ} [القصص: ٦١]، فيضم الهاء، وعن نافع روايتان التثقيل والتخفيف، انظر "السبعة" لابن مجاهد ص ١٥١، "الحجة" لأبي علي ١/ ٤٠٦، "الكشف" ١/ ٢٣٤، "التيسير" ص ٧٢، "النشر" ٢/ ٢٠٩.
(٣) في (ب): (مما لم).
(٤) في (ب): (إذ).
(٥) في (ب): (تقسيمها).
(٦) في (ب): (العينان).

<<  <  ج: ص:  >  >>