للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال ابن عباس: لما وعد قومه العذاب، وخرج من بينهم، ورُفع عنهم العذاب بعد ما أظلهم على ما ذكر في القصة، فلما بلغ ذلك يونس أبق من ربه إلى الفلك المشحون.

وروى مسروق عن عبد الله في قوله: {إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا} قال: عبد أبق من ربه (١).

وقال سعيد بن جبير: ذهب مغاضبًا لربه (٢). ونحو هذا قال الحسن (٣).

وإلى هذه الطريقة مال ابن قتيبة، فإنه يقول في هذه الآية: يستوحش كثير (٤) من الناس من أن يُلحقوا بالأنبياء ذنوبًا، ويحملهم التنزيه لهم على مخالفة كتاب الله، واستكراه التأويل، وعلى أن يلتمسوا لألفاظه المخارج البعيدة بالحيل الضعيفة، [روي في الحديث: أنه] (٥) ليس من نبي إلا (٦) وقد أخطأ وهمّ بخطيئة غير يحيى بن زكريا (٧).


(١) رواه الطبراني في "المعجم الكبير" ٩/ ٢٥٥ من طريق مسروق، عن عبد الله قال: عبد أبق من سيده. الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٧/ ٦٨: وفيه يحيى الحماني وهو ضعيف.
(٢) رواه عنه الثوري في "تفسيره" ص ٢٠٤، والطبري ١٧/ ٧٧.
(٣) رواه الطبري ١٧/ ٧٧.
(٤) كثير: ساقط من (أ)، (ت).
(٥) ما بين المعقوفين كشط في (أ).
(٦) إلا: ساقطة من (ت).
(٧) روى الإمام أحمد في "مسنده" ١/ ٢٥٤، وأبو يعلى في "مسنده" ٤/ ٤١٨ عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "ما من أحد من ولد آدم إلا وقد أخطأ أو هم ليس يحيى بن زكريا". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٨/ ٢٠٩: وفيه علي بن زيد ضعفه الجمهور، وقد وثق، وبقية رجال أحمد رجال الصحيح. وقال ابن كثير في "تفسيره" ٣/ ١١٤ بعد ذكره للحديث عن ابن عباس: وهذا أيضًا ضعيف؛ لأن علي بن زيد بن جدعان له منكرات كثيرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>