للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وعلى هذا مغاضبته كانت قبل رسالته. ولكن الصحيح الذي تواترت به الرواية أن (١) هذه المغاضبة (٢) كانت بعد إرسال الله إياه إلى قومه ورفع العذاب عنهم بعد ما أظلهم. ووجه المغاضبة ما ذكرنا، وهو أنه كره رفع العذاب عنهم وأنف من أن يُجربوا عليه كذبًا؛ فأبق إلى الفلك المشحون.

وقوله تعالى: {فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ} فيه قولان:

أحدهما: ظن أن لن نقضي عليه العقوبة.

وهذا قول مجاهد، وقتادة، والضحاك، والكلبي، ورواية عطية عن ابن عباس (٣).

قال ابن عباس: أراد الظن بعينه.

يعني (٤): ليس الظن-هاهنا- بمعنى العلم، بل هو بمعنى الحسبان.

واختار الفراء والزجاج هذا القول.


(١) في (ت): (أو).
(٢) في (د)، (ع): (المعصية).
(٣) ذكره الثعلبي في "الكشف والبيان" ٣/ ٤١ ب عن مجاهد، وقتادة، والضحاك، والعوفي عن ابن عباس. وعن مجاهد رواه الطبري ١٧/ ٧٨ والبيهقي في "الأسماء والصفات" ص ٦٥٤، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٦٥ وعزاه لابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات. وعن قتادة والكلبي: رواه عبد الرزاق في "تفسيره" ٢/ ٢٧، والطبري في "تفسيره" ١٧/ ٧٨. وقول الضحاك رواه الطبري في "تفسيره" ١٧/ ٧٨، وذكره السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٦٥ - ٦٦٦ وعزاه لابن جرير وابن أبي حاتم. ورواية عطية عن ابن عباس رواها الطبري في "تفسيره" ١٧/ ٧٨، والبيهقي في الأسماء والصفات ص ٦٥٣ وذكرها السيوطي في "الدر المنثور" ٥/ ٦٦٦ وعزاه لابن جرير والبيهقي في الأسماء والصفات.
(٤) (يعني) ساقطة من (ت).

<<  <  ج: ص:  >  >>